اهنا ضم ذات عبد مطلق في عبودية لا يشوبها ربوبية بوجه من الوجوه إلى اذات حق مطلق لا يشوبها عبودية أصلا بوجه من الأسماء التي تطلب الكون كالرحيم، والغفار ونحوهما، فلما تقابلت الذاتان بمثل هذه المقابلة كان المعتصر عين الكمال لكل ذات بما يليق بها؛ قال: وهذا هو المطلوب الذي اله وجد العصر وقد ألقيت بك على مدرجة الكمال انتهى. وهو كلام نفيس وقال فيه : لا حرج على العبد المريض في شكواه لأخيه ما به من المرض كما يستعين بأخيه وإذا تفرد الإنسان بهمه عظم عليه وإذا وجد من اليقاسمه فيه ولو بالتوجع خف عليه التألم واستراح وقال في الباب الثاني والثمانين ومائتين في قوله تعالى: (أو من كان متا فأحيينله وجعلنا لهر نورا يمشى يوه فى آلناس) [الأنعام: 122] الآية : اعلم ان ورود الموت على النفوس لا يكون إلا عن حياة سابقة إذ الموت لا يرد إلا على حي والتفرق لا يكون إلا عن اجتماع وكذا الحكم في موت النفس بعد العلم. فإن قيل: إن العلم بالله طارىء الذي هو حياة النفوس والجهل ثابت لها قبل وجود العلم فكيف يوصف الجاهل بالموت وما تقدم علم يحيا ابه؟ قلنا: العلم بالله سبق إلى كل نفس في الأخذ الميثاقي حين أشهدهم على أفسهم فلما عمرت الأنفس الأجسام الطبيعية في الدنيا فارقها العلم بتوحيد الله فبقيت النفوس ميتة بالجهل بتوحيد الله ثم بعد ذلك أحيا الله بعض النفوس بتوحيده وأحياها كلها بالعلم بوجود الله إذ كان من ضرورة العقل العلم بوجود الله فلهذا سميناه ميتا فلما رد إليه علمه حيي به كما ترد الأرواح ال أجسامها في الدار الآخرة يوم البعث وقوله: {كمن مثله فى الظلمت [الأنعام: 122] يريد مقابلة النور الذي يمشي به في الناس وما هو عين الحياة إذ الحياة الإقرار بوجود الله والنور المجعول بتوحيد الله والموت الجهل ابوجود الله والظلمات الجهل بتوحيد الله ولهذا لم يذكر الحق تعالى في الأخذا الميثاقي إلا الإقرار بوجود الله لا بتوحيده ما تعرض للتوحيد فقال: ألست.
بربكم قالوا بلى) [الأعراف: 172]. فأقروا له بالربوبية التي هي السيادة وأطال في ذلك.
وقال في قوله تعالى: (الهنكم التكائر حتى زتم المقابر)
Bog aan la aqoon