وقالت تفيدة: كله بأمر الله، توكل عليه سبحانه.
وقال شهاب في غير مبالاة: توكلت على الله.
وقال الشيخ متولي في حماسة: على بركة الله الحمد لله الباشا هنا هذين اليومين، جهز نفسك لنذهب إليه بعد المغرب إن شاء الله يكون قد صحا من قيلولته. - وهو كذلك.
وقالت تفيدة: ربنا يجعل في وجهكم القبول إن شاء الله. •••
قال الباشا: مبروك يا باشمهندس شهاب. - بارك الله فيك يا سعادة الباشا، والله أنا لا أدري ماذا أفعل لأشكر أفضال سعادتك، ربنا وحده هو القادر على ذلك.
كان شهاب قد تعلم النفاق فأحسن تعلمه، فإن كان قد نال شهادته العليا بدرجة مقبول فهو في النفاق ممتاز مع درجة الشرف الأول، إن كان الشرف يقبل أن يقترن بالنفاق.
قال الباشا: والآن أين تريد أن تعين؟ - يا سعادة الباشا الأمر لك. - ما رأيك أن تعين عندي بالدائرة مشرفا على حدائق الموالح؟ - يا سعادة الباشا العمل في دائرة سعادتك شرف يتمنى أن يناله أي إنسان. - إذن على بركة الله. - إنما إذا سمحت سعادتك لي بكلمة. - قل ما تريد كلمة أو عشر كلمات. - أظن سعادتك لا ترضى أن أكون رئيسا لأبي؛ فأنا طبعا لن أجرؤ أن أعطي له أوامر، وإذا لم أقم بواجبي فلا خير في، وخصوصا أن الموالح تحتاج دقة كاملة في مواعيد الري والتقليم وغير ذلك، وأنا أخشى ألا أكون صالحا لهذا وأبي يعمل تحت رئاستي. سعادتك خير من يقدر هذه المعاني. - والله كلامك له وجاهته، فهل تريد أن تعين في الحكومة أو في إحدى الشركات الزراعية؟
وقال الشيخ متولي في سرعة صريحة: إنه يتمنى وظيفة في الحكومة.
وقال الباشا: وهو كذلك، ومن حسن حظك أن وزير الزراعة صديق عزيز، يا متولي اطلبه في التليفون، وأخرج الباشا دفتر التليفونات الخاص من جيبه وقال للشيح متولي: هاك رقم منزله.
وصاح شهاب في فرحة صادقة في هذه المرة: هكذا في الحال يا سعادة الباشا. - ولماذا أؤجل ما أستطيع أن أفعله في الحال.
Bog aan la aqoon