معذور أبوه فهو كلما رآه تذكر ما صنعته به أمه ... ويل له من أمه وأبيه معا! ولكن هذه قصة أخرى، فماذا علينا إذا رويناها؟ وهل أمتع من التسلية بأحاديث الناس وأخبارهم وأسرارهم؟
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ...
ولكن القرآن ينهى عن كل المتع، والنبي كان يعرف هذا فليس عجيبا أن يقول إن الجنة حفت بالمكاره.
وعلى أية حال أتظنون أنكم ستعرفون عمن أحكي؟ ما هي إلا أسماء سميتها، فإذا أنت عرفتها وفككت عنها طلاسمها وامتد بك عقلك إلى حقيقتها؛ فالذنب عليك يقع فأنا لن أذكر أسماء، ولن أتحمل وزر النميمة. فإذا ساء منك الظن بالناس، ورحت أنت تحمل أسمائي ما لم أصرح به أنا فأنت وحدك المسئول.
وعلى كل حال فأنت تعرف أن هوايتي وحرفتي في الحياة أن أحكي، فإذا لم أحك فماذا أفعل؟ والحكاية في ذاتها لا تعترض عليها الأديان، فكل الكتب السماوية لها قصصها، وكل الكتب السماوية تتخذ من هذه الحكاية وسيلة لتضرب بها الأمثال لعلهم يعقلون.
فأي بأس علي أن أحكي أنا أيضا؟ وإن كان القرآن لا يحكي إلا صدقا فإن الذين مثلي لا يحكون إلا ما تؤلف الحياة.
أحكي إذن لك حكاية أمه ...
من البداية؟
لا بأس من البداية ...
ولكن البداية بعيدة تتحجب بالسنين الطوال وبالأحداث.
Bog aan la aqoon