Khuraafaad: Hordhac Kooban
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
في رأي ديتيان، باعتباره عالما ينتهج النهج البنيوي، «تتناظر» الأطراف المتناقضة في كل مستوى، دون أن «ترمز» إلى حياة أدونيس. ففي كل مستوى من المستويات تمثل الأطراف المتناقضة بالنسبة إلى المنطقة الوسطى ما يمثله أدونيس بالنسبة إلى البشر العاديين. بينما تستخدم الأسطورة في رأي فريزر البشر لترمز إلى القوى غير الشخصية للطبيعة، تستخدم الأسطورة القوى غير الشخصية للطبيعة كشيء مشابه للسلوك الإنساني.
تنطوي حدائق أدونيس، التي يجري زراعتها خلال مهرجان أدونيا، على القليل من العمل؛ إذ تنمو النباتات على الفور، وتناظر عملية العناية بها الحياة المرفهة للآلهة. وفي حقيقة الأمر، تشبه الحدائق توابل الآلهة، حيث يجري جمع النباتات فقط، دون زراعتها، وتنمو في أكثر الأماكن والأوقات حرارة. ويجري نقل النباتات إلى أسطح المنازل في أوج فصل الصيف. وبينما تستغرق المحاصيل العادية ثمانية أشهر لتنمو، لا يستغرق نمو النباتات سوى ثمانية أيام. بينما تتطلب المحاصيل العادية قوة الرجال، ترعى النساء الحدائق. على عكس التوابل، تفنى الحدائق بمجرد نمو النباتات فيها، وعلى عكس المحاصيل العادية تموت دون أن تنتج غذاء. ولأنها بدأت فوق الأرض، ينتهي المطاف بها تحت الأرض، ويزج بها في البحر. باختصار، تعتبر الحدائق وسيلة «إثراء سريع» عقيمة للحصول على الطعام دون أي عمل. فبينما لا تحتاج الآلهة للعمل، يجب أن يعمل البشر. وعندما يسعى البشر للحصول على «الطعام السريع» بدلا من الطعام العادي، لا يحصلون على أي طعام.
يرتبط أدونيس نفسه بالتوابل من خلال أمه، ميرا، التي تصبح شجرة مر. تجري عملية حمل أدونيس في الشجرة، ويتطلب ميلاده خروجه منها. وفي رواية أوفيد، تحمم حوريات الغابة الرضيع في سائل المر الذي تكون من دموع أمه. والأدهى من ذلك، يرتبط أدونيس بالتوابل من خلال الفوضى الجنسية ؛ فلعدم قدرتها على التحكم في رغبتها، ترتكب أم أدونيس زنا المحارم مع أبيها. وبسبب عدم قدرتهما على التحكم في رغبتيهما، تتصارع أفروديت وبرسيفوني - وفق رواية أبولودورس - على حضانة الرضيع أدونيس. ويعتبر أدونيس نفسه - في رأي ديتيان - مغويا للإلهتين أكثر منه ضحية بريئة للإغواء الإلهي.
يعتبر أدونيس مغويا سابقا لأوانه؛ ومثل الحدائق، ينمو بسرعة. في المقابل، مثل الحدائق أيضا، يموت بسرعة. ومثلما تموت الحدائق قبل أوانها قبل أن تنتج غذاء، يموت أدونيس أيضا قبل أوانه قبل أن يتزوج وينجب أطفالا. وبعد أن بدأ حياته بفوضى جنسية، ينتهي عقيما. في المقابل، فإن أمه، التي بدأت عقيمة أو على الأقل غير راغبة في الجنس كثيرا - إذ رفضت جميع الذكور - أصبحت تعيش في فوضى جنسية على أقل تقدير. وبالقفز من طرف نقيض إلى طرف نقيض آخر، ترفض الأم والابن بل تهددان المنطقة الوسطى للزواج.
لا يتخذ عقم أدونيس شكل الطفولية فحسب بل التخنث؛ إذ يكشف موته عن طريق الخنزير البري عن عدم قدرته على ممارسة الصيد الذكوري. فبدلا من أن يكون صيادا، يصير الفريسة. ومثله مثل «بطل نقيض مثالي لنموذج البطل المحارب مثل هركليز»، لا يعتبر أدونيس «أكثر من ضحية ضعيفة وشخص مثير للشفقة.» وبينما تشير خنوثة أدونيس إلى وجود فجوة غير كافية بين الذكورة والأنوثة، يشير رفض أمه لجميع الذكور في البداية إلى العكس. وتارة أخرى، يقع النموذج المثالي في منطقة وسط؛ فيجب أن يرتبط الذكور والإناث ويجب أن يظلا متمايزين.
ومثلما يربط ديتيان بين الفوضى الجنسية لأدونيس والتوابل، يربط أيضا بين عقم أدونيس وموته ونبات الخس الذي، في تنوعيات كثيرة للأسطورة، يحاول أدونيس إخفاءه عبثا بعيدا عن متناول الخنزير البري. وكما أن نبات المر «يمتلك القدرة على إثارة شهوات رجل مسن»، «يمتلك» الخس «القدرة على إطفاء لهيب المحبين الشباب»؛ إذ «يجلب» الخس «العجز الجنسي الذي يساوي الموت.»
إيجازا، لا يعلم أدونيس مكانه. لا يعلم أدونيس أنه ليس إلها أو حيوانا بل بشر، وأن ما يميزه كبشر هو الزواج. وبموته قبل زواجه، يفشل أدونيس في تحقيق طبيعته البشرية.
إذا كان «معنى» الأسطورة في رأي ديتيان يتمثل في عرض سلسلة لانهائية من المستويات، تؤدي الأسطورة «وظيفة» اجتماعية. فتدعو إلى الزواج كمنطقة وسطى بين الفوضى الجنسية من جانب والعقم أو التبتل من جانب آخر. وفي الفصل التالي، سأطرح وجهة نظر تتمثل في أن الأسطورة تدعو إلى الزواج كحامي للدولة المدينة.
هوامش
الفصل الثامن
Bog aan la aqoon