Khuraafaad: Hordhac Kooban
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
في مقابل سميث، تنفي هاريسون وهوك نفيا تاما أن تكون الأسطورة تفسيرا للطقس. وعلى حد قول هاريسون: «لا تعتبر الأسطورة محاولة لتفسير الحقائق أو الطقوس.» ولكن في حقيقة الأمر لا يختلف كل منهما عما يقصده فريزر؛ فلا تزال الأسطورة تفسيرا لما يحدث في الوقت الراهن في الطقس، وليس تفسيرا لطريقة نشوء الطقس. وتعتبر الأسطورة مثل الصوت في فيلم، أو السرد في التمثيل الإيمائي الصامت. وعن ذلك كتب هوك: «بصورة عامة، يتألف الجزء المنطوق من الطقس من وصف لما يجري فعله ... وهذا هو المعنى الذي يستخدم به مصطلح «أسطورة» في مناقشتنا»، بينما تصيغ هاريسون العبارة بطريقة جامعة وموجزة في قولها: «يتمثل المعنى الأساسي للأسطورة ... في العلاقة التبادلية المنطوقة بين الطقس الممثل والشيء المنجز.»
تمضي هاريسون وهوك لأبعد بكثير من فريزر في طرح أن قوة الأسطورة، بينما تعد في وجهة نظر فريزر درامية بحتة، فهي في رأيهما سحرية بالكامل. وكتب هوك: «تمتلك الكلمة المنطوقة ... قوة الفعل.» بينما كتبت هاريسون: «تتحول الأسطورة عمليا إلى قصة ذات معنى وقوة سحرية.» وفي هذه العبارة نرى كلمة سحر. ويشير علماء النظرية الطقوسية للأسطورة المعاصرون مثل دارس الحضارة اليونانية والرومانية القديمة الأمريكي جريجوري ناجي إلى طبيعة الأدب الشفهي، في مقابل الأدب المكتوب، للذهاب إلى أن الأسطورة كانت في الأصل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطقس، أو الأداء، ما يطبعها هي نفسها بالطابع الطقوسي:
بمجرد النظر إلى الأسطورة كأداء، نستطيع أن نرى الأسطورة نفسها على أنها شكل من أشكال الطقس: وبدلا من التفكير في الأسطورة والطقس بصورة منفصلة وكمجالين متقابلين، يمكن النظر إليهما باعتبارهما متسلسلة تمثل الأسطورة فيها ملمحا لفظيا للطقس، بينما يمثل الطقس ملمحا فكريا للأسطورة. (جريجوري ناجي، «هل يمكن إنقاذ الأسطورة؟»، ص243)
ولكن ليس من الواضح على الإطلاق كيف يختلف هذا الموقف من الأسطورة والطقس عن موقف هوك وهاريسون.
تطبيق النظرية
طبق دارسو الحضارة اليونانية والرومانية القديمة: جيلبرت موراي، وإف إم كورنفورد، وإيه بي كوك، الإنجليزيون أو المقيمون في إنجلترا؛ نظرية هاريسون على ظواهر يونانية قديمة مثل: التراجيديا، والكوميديا، والألعاب الأوليمبية، والعلم، والفلسفة. ويجري تفسير هذه الظواهر التي تبدو علمانية، بل ومعادية للدين، كصور تعبير كامنة تشير إلى أسطورة موت وانبعاث إله النبات.
ومن بين دارسي الكتاب المقدس، اختلف السويدي إيفان إنجل، والويلزي أوبري جونسون، والنرويجي سيجموند موينكل حول مدى التزام إسرائيل القديمة بالنمط الطقوسي للأسطورة؛ فيرى إنجل التزاما من جانب إسرائيل بذلك النمط أكثر مما يرى هوك الحذر، فيما يرى جونسون وخاصة موينكل التزاما أقل.
وكما فعل فريزر، طبق برونيسلاف مالينوفسكي - الذي عرضنا نظريته في الفصل
الأول - نسخته الخاصة الفعالة من النظرية على أساطير السكان الأصليين حول العالم؛ فيرى مالينوفسكي أن الأسطورة، التي يتطابق رأيه فيها مع رأي سميث، تفسر أصل الطقس، وتسبغ على الطقوس ماضيا عتيقا ومن ثم تصدق عليها. ويعتمد المجتمع على الأسطورة لتحفيز الالتزام بممارسة الطقوس. في المقابل، إذا كانت جميع الطقوس تعتمد على الأسطورة، فإن العديد من الممارسات الثقافية الأخرى، التي يعتمد عليها المجتمع، تعتمد أيضا على الأسطورة وذلك في رأي مالينوفسكي. وتمتلك المجتمعات أساطير خاصة بها؛ بناء عليه لا يتزامن وجود الأسطورة مع الطقس.
طبق ميرسيا إلياد، الذي جرى تناول نظريته في الفصل
Bog aan la aqoon