Soo Koobid Taariikhda Ciraaq
خلاصة تاريخ العراق: منذ نشوئه إلى يومنا هذا
Noocyada
ويعتبرونهما متساويتين لهم. وقد هبط الشمريون أرض الجزيرة في القرن السابع عشر للميلاد، ولهم فيها السيادة إلى اليوم، وكان قد دفعهم إليها عنزة، وقد ساقوهم من بادية الشام. (2)
قبائل همدان ومذحج: وقد بقي معظمهم في اليمن، ويتصل بمذحج بلحارث، وهم يسكنون إلى هذا العهد جنوب شرقي الطائف وبجيلة، وكان لهم يد قوية في فتح العراق في خلافة عمر. (3)
بنو عاملة وجذام: وقد أقاموا في فلسطين منذ زمن قديم، واللخميون الذين شادوا على الفرات مملكة الحيرة، وبنو كندة الذين لم يسودوا في بلادهم في حضرموت فقط، بل سادوا بني أسد في اليمامة، وكان أميرهم يسمي نفسه ملكا، وكان امرؤ القيس الشاعر المشهور من أهل هذا البيت الشريف. (4)
بنو أزد: وكانوا من أحلاف القبائل، وهم لم يفتحوا عمان ويقيموا في جبال السراة فقط، بل كان أحلافهم - وهم الغساسنة - قد أنشئوا مملكة في ديار الشام، وكان الخزاعيون قد استأثروا بمكة مدة من الزمن، وكان الأوس والخزرج (الأنصار) قد اختصوا لأنفسهم يثرب (أي المدينة).
والحي الآخر النازل من صلب قحطان هو الذي يضع النساب في مقدمته بني حمير، أو الحميريين، ومن هذا الحي: بنو قضاعة، وهم من قبائل شتى، بينها بهراء وتنوخ، وقد نزلوا ديار الشام الشمالية منذ عهد قديم. ومنهم جهينة، وكان لهم الكور المجاورة لوادي إضم. ومنهم أيضا بنو عذرة، وهم من أقارب جهينة وجيرانهم، وقد اشتهروا بحبهم العذري. ومنهم بنو كلب، وكانوا نازلين في بادية الشام. ومنهم بنو بلي، وكانوا احتلوا شمالي الحجاز، وفي خلافة عمر ذهبت طوائف من بلي وجهينة وأقاموا في الديار المصرية.
أما قبائل شمالي بلاد العرب فهي المعروفة أيضا بالنزارية، أو المعدية، المسمين باسم جدهم على زعمهم. والحال أن المعدية وردت في كتاب المؤرخ بروكوبس بمنزلة قبائل متحالفة لا اسم رجل، وكذلك كلمة نزار، فإنها وردت في كتابة مؤرخة في سنة 328 ميلادية، اكتشفها المسيو دسو في النمارة في جوار الصفا (في شرقي حوران)، يقول فيها امرؤ القيس بن عمرو ملك جميع العرب، إنه كان يحكم على بني أسد ونزار. ثم إن قبائل الشمال انقسمت قسمين عظيمين، وهما: ربيعة ومضر، وقد تمزقا كل ممزق قبل الإسلام، هذا إذا تركنا على حدة حي إياذ (بالذال المعجمة، وهو غير إياد بالدال المهملة)، وهو حي كان عظيم الحول والطول سابقا، لكنه انقرض قبل ظهور الإسلام، فقبيلتا ربيعة ومضر اللتان كانتا قد سادتا في عزهما هاجرتا شطر الجزيرة، وبقي اسمهما مخلدا في كورتي ديار ربيعة على دجلة وديار مضر على الفرات، ثم نزل تلك الديار بنو تغلب ونمر.
ويتصل بحي ربيعة قبيلتا عنزة وأسد، وكانتا متحدتين ومتجاورتين كل التجاور في شمالي وادي الرمة. وكان طريق الحاج من البصرة إلى المدينة يمر بأرضهما، وكانت عنزة قد احتفظت بالسيادة بعد أن طردت قضاعة من ديار العرب في العهد السابق. وفي منتصف القرن السابع عشر احتلت عنزة بادية الشام كلها أو كادت، وأخضعتها لأمرها، وبنو سباعة في الشمال الشرقي، والرولة في الغرب يرجعون إليهم، ويرى إلى اليوم في العراق من بني أسد. وبنو وائل متصلون بهم كل الاتصال من جهة النسب، وقد انقسموا قسمين مهمين، وهما: بكر، وتغلب، وقد جرت الحرب بينهما بعد قتل كليب إلى ما لا تحمد عقباه، وكان كليب يسود وائلا، فانقلبت الحرب ويلا على القبيلتين الأختين، فذهبت كلتاهما مع بني نمر من أقاربهما إلى أنحاء الجزيرة، فاحتل بنو بكر شماليها، ومن ذلك اسم ديار بكر للبلاد التي نزلوها، وكانت آمد حاضرتها فسميت باسمهم. أما بنو تغلب ونمر فإنهم هبطوا جنوبيها، وكانوا على النصرانية، فلما جاء الإسلام أكرهوا على أداء الجزية، ويرجع إلى بني بكر بن وائل بنو حنيفة أصحاب اليمامة، وكذلك جيرانهم بنو شيبان. وممن يرجع أيضا إلى ربيعة عبد القيس، الذين كانوا يسكنون البحرين.
وأما مضر فكان في مقدمتها بنو قيس، وقد بلغوا من القوة والمنعة منزلة أية منزلة، حتى إنه سمي قيسيا كل عربي لم يكن يمانيا، واليوم ليس من يتسمى بهذا الاسم إلا قبيلة صغيرة من أهل المدر نازلة على الفرات، وهي تدفع الخوة لبني شمر. وفي شرقي هذه القبيلة يقطن بنو عدوان، وهم يدينون لشمر أيضا، وكانوا ينزلون سابقا جنوبي الحجاز بجانب بني فهم وهذيل، ويرجع إلى حي قيس أيضا هوازن، وبنو سليم، وكانوا يقيمون في غربي ديار نجد في شرقي المدينة ومكة. وفي أوائل القرن الثالث للهجرة/التاسع للميلاد، اشتد أمر بني سليم ومجاوريهم بني هلال الراجعين إلى هوازن، وضاقت البلاد بعددهم العديد، حتى خيف على المدينتين المقدستين من جهة الأمن فيهما، فأكرهوا على المهاجرة، فهاجروا إلى ديار مصر، فهبطوا أولا مدالث النيل، ثم اضطروا على مغادرتها قسرا، فذهبوا إلى الصعيد. وفي سنة 444 رضوا بالذهاب إلى شمالي أفريقية، على شرط أن يعطى كل واحد منهم بعيرا ودينارا، فأغلب بدو أفريقية الشمالية يعودون في أصلهم إلى بني سليم وبني هلال، وشهرة بني هلال معروفة إلى هذا العهد في شعر العامة في قلب بلاد العرب نفسها ، وكانوا يعودون في السابق إلى أحلاف قبائل عامر بن صعصعة. ومنهم كان أيضا بنو كلاب، وبنو قشير، وبنو عقيل، وما زالت هذه القبيلة إلى زمننا هذا ذات شأن وخطر في ديار نجد، وهم باعة الأباعر، وخفرة القوافل التي تظعن من ديار الشام إلى دار السلام. ومن عقيل خرج المنتفق، وكانوا أصحاب عز ومنعة منذ المائة الرابعة للهجرة/المائة العاشرة للميلاد، وهم لا يزالون كذلك إلى عهدنا هذا، وديارهم جنوبي العراق.
ويشمل حي قيس: بني غطفان، وفيهم قبيلتان شهيرتان، وهما عبس وذبيان، وقد عرفتا بقتل الأخ لأخيه بسبب جوادين عرفت الحرب باسمهما؛ أي «حرب داحس والغبراء». وأقوى بطن ذبيان كانت فزارة. ويرجع إلى مضر أيضا بنو ضبة وبنو تميم، الذين احتلوا الديار التي كان فيها سابقا بنو بكر وتغلب في نجد. وتميم قبيلة ضخمة انتشرت في كل جهة. وليس في جزيرة العرب بدو خلص بهذا الاسم اللهم إلا في أسفل دجلة في جهة العمارة وما داناها، بيد أن معظم سكان مدن نجد يدعون أنهم من تميم. وجميع قبائل نجد البدوية هي مضرية، وهي في عهدنا هذا في شرقي الحجاز، وهم بنو حرب (مزينة)، وبيدهم الطريق التي تجمع بين المدينتين المقدستين. وفي شرقي أرض هؤلاء قبيلة عتيبة العظيمة البطش. وبين القبيلتين وادي الرمة، وفي شرقي أرض هاتين القبيلتين بنو مطير. وممن يرجع إلى مضر: بنو خالد، ومسكنهم في شرقي اليمامة، وقد كسر من غلوائهم شوكة الوهابيين.
وممن يعد في مضر: بنو هذيل الذين أقاموا وما زالوا يقيمون في الجبال المجاورة لمكة. ومنهم أيضا بنو كنانة، وكانوا في سابق العهد حيا ذا بطش وحول في جنوبي الحجاز. ومن كنانة قريش، تلك القبيلة العريقة في القدم والكرم والنجار، ومن أعظم القبائل سؤددا. واليوم تدعى قريشا قبيلة صغيرة شاوية نازلة في أرض مكة، وهي القبيلة الوحيدة البدوية من قبائل ديار العرب تحسن صنع الجبن.
Bog aan la aqoon