Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
فحرشه عَلَيْهِ الموَالِي فَبَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم ذَاهِب إِلَى مقرّ السُّلْطَان أدْركهُ عِنْد الْبَاب فأغرى بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فمزقوا عباءة فرسه وأهانوه ثمَّ رفعوا أمره إِلَى السُّلْطَان وأدخلوا عَلَيْهِ أمورًا أوجبت أَن طرد من قسطنطينية إِلَى أَلْوَاح من ضواحي مصر وَكَانَ ذَلِك فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ بعد الْألف ثمَّ اسْتَأْذن بالمكاتبات حَتَّى أذن لَهُ بِدُخُول الْقَاهِرَة ثمَّ ورد الشَّام فِي سنة ثَلَاث بعد الْألف ثمَّ ذهب إِلَى الرّوم وَلم يَتَيَسَّر لَهُ اجْتِمَاع بالسلطان وَلَا أمكنه الْعود إِلَى مَا كَانَ حَتَّى توفّي بِبِلَاد الرّوم وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع بعد الْألف رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَبُو بكر بن مَسْعُود المغربي المراكشي الْمَالِكِي مفتي الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق ذكره البوريني وَقَالَ فِي تَرْجَمته أَخْبرنِي من لَفظه أَن مولده بِمَدِينَة مراكش وَبهَا نَشأ وَحفظ الْقُرْآن وَقَالَ لي أَن شهرتهم بمراكش بِبَيْت الوردي ورد إِلَى دمشق أَولا من مصر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى سنة ثَلَاث بعد الْألف ثمَّ قدم إِلَى دمشق وَألقى بهَا عَصا الترحال ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الشرابيشية لِأَنَّهَا مَشْرُوطَة للمالكية قَالَ وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَ بِمصْر الْفِقْه على شيخ الْمَالِكِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد البنوفري وعَلى الشَّيْخ طه الْمَالِكِي وَغَيرهمَا وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ حسن الطناني ومعظم قِرَاءَته كَانَت على أبي النجا سَالم السنهوري الْمُحدث الْكَبِير مفتي الْمَالِكِيَّة فِي عصره بِمصْر وَذكره الْغَزِّي فِي لطف السمر وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا لكنه كَانَ بعيد الْفَهم وَأخذ بِالشَّام عَن مفتي الْمَالِكِيَّة بهَا عَلَاء الدّين بن مرجل وَأفْتى بعد القَاضِي مُحَمَّد بن المغربي وَولي تدريس الغزالية ثمَّ تفرغ عَنْهَا ليحيى بن أبي الصفاء الْمَعْرُوف بِابْن محَاسِن وَذكر البوريني أَن وِلَادَته كَانَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة تَقْرِيبًا قَالَ وَفِي تِلْكَ السّنة مَاتَ مولَايَ مُحَمَّد الشَّيْخ الشريف الحسني سُلْطَان إفريقية ومراكش وفاس والسوس والأقصى ووفاة أبي بكر فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف وَدفن بِبَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَبُو بكر بن المقبول بن عبد الْغفار بن أبي بكر بن المقبول تعيش الصَّائِم رَمَضَان فِي المهد ابْن أبي بكر صَاحب الْحَال الْأَكْبَر ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُلْطَان العارفين أَحْمد بن عمر الزَّيْلَعِيّ الْعقيلِيّ صَاحب اللِّحْيَة كَانَ شَيخا جَلِيلًا كَامِل الْعقل غزير الْفضل شَدِيد الهيبة بعيد الهمة ذَا رَأْي ثاقب محبًا للفضائل تَارِكًا للرذائل باذلًا فِي أَمَاكِن الْعَطاء ممسكًا فِي أَمَاكِن الحزم مرجعًا عِنْد الخطوب مفزعًا عِنْد
1 / 97