Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
(فَلم أنل مَاء ورد وجنته ... وَمن لظاها حشاي ملتظيه)
(لَا تعجبوا إِن فنيت فِيهِ الْهوى ... فذاته بالغرام مقتضيه)
(ووجنة بالبهاء زاهرة ... بنرجس المقلتين محتمية)
(وَرب خدر طرقت بيضته ... وَاللَّيْل ظلماه غير منجلية)
(وحولها من حماتها أَسد ... على اضطرام الحروب مجترية)
(فانتبهت من لذيذ نومتها ... تَقول من ذَا يحل حوزتيه)
(فَقلت صب أذبت مهجته ... بالْحسنِ يَا بغيتي ومنيتيه)
(قَالَت لقد رمت مطلبا خطرا ... من دونه الْمَوْت يَا متيميه)
(أما رَأَيْت الْأسود رابضة ... أما رَأَيْت السوف منتصيه)
(فَقلت إِن الْمُحب مهجته ... بِالْمَوْتِ فِيمَن يحب مرتضيه)
(وحبذا يَا ابْنة الْكِرَام إِذا ... بلغت فِي منيتي منيتيه)
(فيا حَيَاة النُّفُوس إِنِّي من ... أعشق بالغانيات ميتتيه)
(فَقَالَت أَهلا ومرحبا بفتى ... يعشق للْمَوْت فِي محبتيه)
(وأرشفتني رحيق ريقتها ... وَالنَّفس مني لذاك مشتهية)
(فرحت نشوان من مقبلها ... وريقها مَا ألذ سكرتيه)
(وَفِي ثنايا نقي مبسمها ... شهد عَلَيْهِ النُّفُوس مجتويه)
(وَمَا أجتني الشهد قطّ من برد ... غَيْرِي فيا مَا ألذ جنيتيه)
(فَعِنْدَ ذَا أَنْعَمت وَمَا بخلت ... بوصلها وَهِي غير مستحية)
وَله هَذِه الأبيات وَهِي من أَجود شعره
(لَا أرق الله من بِالسقمِ أرقني ... وَلَا شفى السقم لحظ مِنْهُ أسقمني)
(وَلَا طفا جمر خد مِنْهُ ملتهبا ... وَإِن يكن بالجفا والصد أحرقني)
(وَزَاد فِي ضيق خصر مِنْهُ ضقت بِي ... ذرعا وأنحله إِذْ كَانَ أنحلني)
(وَلَا عدا اللعس هاتيك الشفاه لمى ... وَإِن حمى رشفها عني وأعطشني)
(وَلَا اختفت من ثناياه بوارقها ... وَإِن بَكَيْت لَهَا بالعارض الهتن)
(وَشد أقواس تِلْكَ الحاجبين وَإِن ... غَدَتْ بنبل الْعُيُون السود ترشقني)
(وَلم تزل شمس ذَاك الْحسن مشرقة ... فِي وَجهه لَو بدمع الْعين شرقني)
(ودام أهيف ذَاك الْقد فِي ميد ... وَلَو أطار الحشا إِذْ صَار كالغصن)
1 / 38