281

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

ويعزل سَرِيعا لحماقة كَانَت فِيهِ وَكَانَ مذمومًا سيء الأطوار وَلما ولي نِيَابَة الحكم قيل فِيهِ
(أَصبَحت يَا ابْن الجعفرية حَاكما ... فسد الزَّمَان ترَاهُ أم جن الْفلك)
(أما الصراع فَأَنت فِيهِ عَارِف ... لَكِن شَرِيعَة أَحْمد من أَيْن لَك)
وَجَرت لَهُ محن كَثِيرَة لطلاقة لِسَانه فِي حق الأكابر أصبح مَيتا فِي فرَاشه فِي يَوْم الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْألف وَدفن فِي مَقْبرَة الفراديس وَقيل فِي تَارِيخ مَوته
(مصَارِع لَيْسَ لَهُ مضارع ... أَقرع رَأس بالأذى يقارع)
(ألهمت يَوْم مَوته تَارِيخه ... مَاتَ إِلَى جَهَنَّم المصارع)
وَقيل أَيْضا
(مَاتَ المصارع والأنام تيقنوا ... أَن الْأَذَى لِلْخلقِ مِنْهُ يضرّهُ)
(ألهمت يَوْم وَفَاته تَارِيخه ... أَن المصارع فِي الْجَحِيم مقره)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن راضي الشَّافِعِي العلواني من أَتبَاع الشَّيْخ عَليّ الكيزواني الشَّيْخ الصَّالح قَرَأَ على وَالِده فِي علم القراآت وَكَانَ لوالده الْيَد الطولي فِي هَذَا الْفَنّ وغالب قراء حلب فِي زَمَنه تعلمُوا مِنْهُ وَقَرَأَ على الشَّيْخ عمر العرضي مُدَّة مديدة وانتفع مِنْهُ بمباحث مفيدة كَانَ إِمَامًا بالكيزوانية ومتوليًا وَاسْتولى على جَمِيع أوقافها بِاعْتِبَار انتسابهم فِي الْأَخْذ عَن الشَّيْخ الكيزواني طَريقَة العلوانية بل طَريقَة شَيْخه السَّيِّد عَليّ بن مَيْمُون فَإِن الكيزواني كَانَ من أَقْرَان الشَّيْخ علوان إِلَّا أَن سَيِّدي الشَّيْخ علوان كَانَ ذَا عُلُوم غزيرة من عُلُوم الشَّرِيعَة والحقيقة وَكَانَ الِاسْم الْكَبِير لَهُ والشهرة التَّامَّة فَإِن السَّيِّد عَليّ بن مَيْمُون خلف الشَّيْخَيْنِ الْمَذْكُورين وَخلف الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن عراق وَخلف الشَّيْخ الزين الْحلَبِي مدفنًا بالشيخ علوان لَهُ المصنفات الْعَظِيمَة نَحْو نسمات الأسحار ومصباح الْهِدَايَة وَشرح التائية الفارضية والتائية الصفدية وَغير ذَلِك وَالشَّيْخ الكيزواني لَهُ رسائل كَثِيرَة فِي التصوف إِلَّا أَنَّهَا مختصرة وَكَذَلِكَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن عراق وَتَوَلَّى صَاحب التَّرْجَمَة لمدرسة الاغونية وَكَانَ يتَوَلَّى تكاليف محلّة الْعقبَة فَمنهمْ المادح وَمِنْهُم غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَمَان عشرَة بعد الْألف وَدفن بِقرب الْفَيْض وَقد جَاوز السِّتين تَقْرِيبًا رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن الْعَلامَة الشَّمْس مُحَمَّد بن شيخ الْإِسْلَام أَحْمد بن يُونُس بن إِسْمَاعِيل ابْن مَحْمُود السعودي الشهير بالشلبي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الإِمَام الْمُحدث راس فُقَهَاء زَمَنه ومحدثيه وَكَانَ لَهُ بِعلم الحَدِيث اعتناء كَبِير محتاطًا فِيهِ عَارِفًا بِطرقِهِ

1 / 282