Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
(فاقوا على قوم لوط ... بنقرزان لنقرزان)
وَمن بديع شعره مَا كتبه فِي ديوَان ابْن عقبَة بقرية السَّلامَة من أَعمال الطَّائِف وَهِي قصيدة فريدة لم أظفر مِنْهَا إِلَّا بِهَذَا الْقدر ومطلعها قَوْله
(قصر ابْن عقبَة لَا زَالَت مُوَاصلَة ... مني إِلَيْك التحايا نسمَة السحر)
(وَلَا عدتك غوادي السحب تسحبه ... رحابك الفيح ذيل الطل والمطر)
(كم لَذَّة فِيك أرضيت الغرام بهَا ... يَوْمًا وأرغمت أنف الشَّمْس وَالْقَمَر)
(وَكم صديق من الخلان حاورني ... أَطْرَاف أَخْبَار أهل الْكتب وَالسير)
وَقَالَ مُعَللا تَسْمِيَة الْقدح قدحًا
(مذ صب ساقينا الطلا ... حَتَّى تناثر وانتضح)
(خالوا شرارًا مَا رَأَوْا ... فلأجل ذَا قَالُوا قدح)
وَمن شعره وَله فِي البرقع الشَّرْقِي الْمَعْرُوف عِنْد أهل الْيمن
(وخود كبدر التم فِي جنح مصون ... حماها من الْأَبْصَار برقعها الشَّرْقِي)
(نرى طرة مثل الْهلَال بَدَت لنا ... على شفق وَالْفرق كالفجر فِي الْأُفق)
(فَقلت هِلَال لَاحَ والبدر طالع ... من الغرب أم لَاحَ الْهلَال من الشرق)
وَقَوله فِي مثل ذَلِك
(بالبرقع الشَّرْقِي تَحت ... المصون الباهي الْجمال)
(أبدت لنا شفقًا وليلًا ... لَاحَ بَينهمَا الْهلَال)
ويعجبني من شعره قَوْله فِي مطلع قصيدة مدح بهَا السَّيِّد شهوان بن مَسْعُود
(فيروزج أم وشام الغادة الرود ... يَبْدُو على سمط در مِنْهُ منضود)
وأعجب مِنْهُ مخلصها وَهُوَ
(صهباء تفعل بالألباب سورتها ... فعل السخاء بشهوان بن مَسْعُود)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته لخمس خلون من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَألف وَاتفقَ تَارِيخ وَفَاته صدر هَذَا الْبَيْت
(من شَاءَ بعْدك فليمت ... فَعَلَيْك كنت أحاذر)
الشَّيْخ أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد باكثير الْمَكِّيّ الشَّافِعِي من أدباء الْحجاز وفضلائها المتمكنين كَانَ فَاضلا أديبًا لَهُ مِقْدَار عَليّ وَفعل جلي وَكَانَ لَهُ فِي الْعُلُوم الفلكية وَعلم الأوفاق الزاير جايد عالية وَكَانَ لَهُ عِنْد أَشْرَاف مَكَّة منزلَة وشهرة وَكَانَ فِي الْمَوْسِم
1 / 271