239

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

عَرَفَة مستشفا بِهِ فَلم يقبل رَجَاءَهُ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة النَّحْر أَمر بِهِ فخنق شَهِيدا وَكَانَ ذَلِك سَببا لوُقُوع مَا وَقع من قانصوه باشا فِي الشريف أَحْمد ثَانِيًا لما قدم أَمِيرا على الْيمن ثمَّ اسْتمرّ قانصوه مُتَوَجها لفتح الْيمن وصحبته العساكر وعدتها ثَلَاثُونَ ألفا وَضرب مخيمه أَسْفَل مَكَّة وَكَانَ بَين الشريف مَسْعُود بن إِدْرِيس وَبَين الشريف الْمَذْكُور ممالأة ومواطأة قبل نُزُوله لبندر جده مضمونها أَنِّي لَا أُرِيد الْملك لنَفْسي إِنَّمَا أُرِيد لَك أَو هُوَ بَيْننَا فخذل عني من اسْتَطَعْت من آل أبي نمى وثبطهم وَحل عزائمهم ووعده بذلك فَفعل مَا فعل وَحصل بِهِ على الشريف محسن مَا حصل وَللَّه الْأَمر فَلَمَّا نزل الشريف أَحْمد إِلَى جدة تقمصها لنَفسِهِ وَلم يَفِ الشريف مَسْعُود بِبَعْض تِلْكَ العهود بل أَرَادَ قَتله ففر إِلَى قانصوه والتجأ إِلَيْهِ فصادف قانصوه مَمْلُوء بالوجأ على الشريف أَحْمد فَلَمَّا أقبل قانصوه قَاصِدا لليمن لاقاه الشريف مَسْعُود من الينبع أَو الحورا وَجَاء مَعَه مختفيًا وواجه فِي الْمَجِيء الأول الشريف أَحْمد قانصوه بالزاهر ورد عَلَيْهِ تَحِيَّة الْقدوم وعزم على محاربة قانصوه فازداد قانصوه عَلَيْهِ حنقًا على حنق وَشرع يستميل عَسْكَر الشريف فأطاعوه فَخَرجُوا من مَكَّة ثمَّ خيم قانصوه وَلما أَن قَضَت الْحجَّاج مناسكهم وذهبوا إِلَى بِلَادهمْ تخلف قانصوه بثقله أَسْفَل مَكَّة فَلَمَّا تحرّك السّفر قدم ثقله وَلم يبْق إِلَّا مخيمه وخيام الْعَسْكَر فَأَشَارَ قانصوه إِلَى شخص يتعاطى خدمته من أَبنَاء الطّواف يُسمى مُحَمَّد المياس أَنه يحسن للسَّيِّد أَحْمد الْوُصُول إِلَى قانصوه للوداع فَفعل وَذهب إِلَى الشريف أَحْمد وَحسن لَهُ ذَلِك يَوْم السبت رَابِع عشر صفر فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة الْأَحَد خَامِس عشر الشَّهْر الْمَذْكُور سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف ركب الشريف أَحْمد إِلَيْهِ وصحبته من الْأَشْرَاف بشير بن بشير بن أبي نمى وَمُحَمّد بن حسن بن صيقان وراجح بن أبي سعيد وَمن أعوانه وزيره مقبل الهجاني وَأحمد البشوتي مُتَوَلِّي بَيت المَال وفليفل فَلم يزَالُوا يدْخلُونَ فِي المخيم من بَاب إِلَى بَاب حَتَّى وصلوا إِلَيْهِ فتحادثا مَلِيًّا ثمَّ نصبا نطع الشطرنج فَلَمَّا كَانَت السَّاعَة الْخَامِسَة من اللَّيْلَة الْمَذْكُورَة قبض على الْجَمِيع فَقتل الشريف أَحْمد فتحركت عساكره فأظهره لَهُم مقتولًا وَنشر الْعلم وتودى الْمُطِيع للسُّلْطَان يقف تَحْتَهُ وقفت العساكر تَحْتَهُ وخلع على الشريف مَسْعُود بن إِدْرِيس وَكَانَ للشريف أَحْمد زوجان من القنا الطَّوِيل جدا بُسْتَان مَذْهَب تَحْتَهُ أكرة من الْفضة مطلية يحمل كل وَاحِد رجل يمشي على قَدَمَيْهِ إِذا سَار فِي موكبه يسيران أَمَامه قَرِيبا مِنْهُ يصوبانهما ويصعد أَنَّهُمَا بحركة سريعة لَطِيفَة

1 / 240