Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
(وَلَا استوطنت إِلَّا المجرة رَوْضَة ... ونهرًا إِذا رامت هُنَاكَ التلافيا)
(وَلَو أَن حظي رَاح يصحب همتي ... لبت على أيوان كيوان ساميا)
(غضِبت لدهري حِين غَيْرِي سما بِهِ ... وَزَاد لَهُ لما كرهت التساويا)
(زماني كحظي ثمَّ حظي كدهره ... فَمَا أَنا عَن دهري وَلَا عَنهُ رَاضِيا)
وَهِي قصيدة طَوِيلَة تحتوي على حماسة عَجِيبَة فِي بَابهَا وغمدان فِي قَوْله تخيرت أَن أغدو لغمدان كعثمان قصر بِالْيمن بناه يشْرَح بأَرْبعَة وُجُوه أَحْمَر وأبيض وأصفر وأخضر وَبنى دَاخله قصرًا بسبعة سقوف بَين كل سقف وسقف أَرْبَعُونَ ذارعا كَذَا قَالَه فِي الْقَامُوس وَقَالَ بعض شرَّاح الْمَقْصُورَة الدريدية غمدان بِنَاء بصنعا لم يدْرك مثله هَدمه عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ فِي الْإِسْلَام وَله رسوم بَاقِيَة إِلَى الْآن وَالَّذِي بناه هُوَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَفِيه يَقُول الشَّاعِر
(فَاشْرَبْ هَنِيئًا عَلَيْك التَّاج مرتفعا ... فِي رَأس غمدان دَار مِنْك محلالا)
وَمن عَجِيب خبر الشاهيني أَنه امتحن باصطناع الكيميا وَصرف عَلَيْهَا أَمْوَالًا جمة وَلم ينل مِنْهَا طائلًا وَلما تحقق استحالتها فِي ذَلِك قَالَ
(لعمري لقد جربت كل مجرب ... من النَّاس أضحى يَدعِي الْعلم بِالْحجرِ)
(فَإِن قَالَ إِنِّي وَاصل قلت كَاذِب ... غَدا واصلًا فِي الْكَذِب للشمس وَالْقَمَر)
وَكَانَ كثيرا مَا يتَمَثَّل بِهَذِهِ الأبيات من جملَة قصيدة للطغرائي فِي هَذَا الْفَنّ وَهِي
(يَا طَالب الْعلم عَلَيْهِ يَدُور ... فِي كنب الرَّازِيّ وَشرح الشذور)
(وَجَابِر مَعَ نجل وحشية ... وخَالِد الأول ذَاك الحذور)
(إِذا هُوَ السهل الْقَرِيب الَّذِي ... أمات بالحسرة أهل الْقُبُور)
كتب الرَّازِيّ فِي هَذَا الْفَنّ كَثِيرَة أشهرها سر الْأَسْرَار وَشرح الشذور الَّذِي عناه هُوَ شرح الْجلد كي لِأَنَّهُ أشهر شروحه وَأما مَتنه فَهُوَ لسيدي عَليّ بن مُوسَى بن ارْفَعْ رَأس المغربي وَجَابِر هُوَ ابْن حَيَّان الصُّوفِي عبد الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق ﵁ وَفِيه يَقُول صَاحب الشذور
(حِكْمَة أورثناها جَابر ... عَن إِمَام صَادِق القَوْل حفى)
(يُوصي طَابَ من تربته ... فَهُوَ كالمسك تُرَاب نجفى)
وَابْن وحشية أستاذ كَبِير فِي هَذَا الْفَنّ وخَالِد بن يزِيد كَانَ معاصر الجابر وَهُوَ أول من عرب الْكتب الْحكمِيَّة إِلَى لُغَة الْعَرَب وَله الدِّيوَان الْمَشْهُور بالفردوس وَكَون
1 / 213