Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
(من لقلبي الْمُذَاب إِن لج وجدي ... وحنيني وَمن لدمعي المراق)
(فضلوعي رهن الأسى وفؤادي ... نهب أَيدي الأشجان والأشواق)
(يَا سقِي مألفا لنا بحمى الشَّام ... هزيم من الحيا المغداق)
(طالما بت فِي حماه وعيشي ... مَعَ آرامه شهي المذاق)
(نتروى من الصبوح ونفتض ... نسيم الشُّمُول فِي الاغتباق)
(ومحي بالشمس بدر فيسقى ... أنجم الشّرْب فِي سَمَاء الرواق)
(شادن موثق عهود التجني ... وَأرَاهُ ضَعِيف عقد النطاق)
(يتثنى كَأَنَّمَا رَاح يخطو ... فَوق أحناء قلبِي الخفاق)
فَلَمَّا انْتَهَيْت فِي الإنشاد إِلَى هَذَا الْبَيْت قَالَ هَذَا شعر معجب وَهَذِه القافية سيدة قوافيه فَقلت لَهُ صَاحب الْبَيْت أدرى بِالَّذِي فِيهِ فَفطن بالمراد وَقَالَ قد لَاحَ لي فِي الإحناء الانتقاد فلقت إِن رأى الْأُسْتَاذ أبدلتها بِلَفْظَة أفلاذ فَإِنَّهَا أقرب إِلَى الْقلب مِنْهَا وشفاف العشاق لَا يبعد عَنْهَا فأظهر بِمَا قلته ابتهاجه واهتز اهتزاز مرنح بصفو الزجاجة وَمِنْهَا
(بَات عِنْدِي ألذ من قبْلَة الغيد ... وشهى من الشفاه الرقَاق)
(نجتني اللَّهْو يافعًا من غصون ... للأماني كالورد فِي الأطباق)
(بِحَدِيث كالزهر كلله الطل ... فضاهى قلائد الْأَعْنَاق)
(وسلاف تسرى من الرّوح مسرى ... مكرمات الشريف فِي الْآفَاق)
(سيد تستفيد مِنْهُ الْمَعَالِي ... لبنيها طرائق الأعراق)
(ذُو بنان تجْرِي بِخَمْسَة أَنهَار ... فتجري عوائد الأرزاق)
(وندى كالغمام لَيْسَ لَهُ برق ... سوى بشر وَجهه الْبراق)
(أشبه المرهف الْمحلى سوى أَن ... حلاه مَكَارِم الْأَخْلَاق)
(أَن تجاري الْكِرَام فِي حومة الْجُود ... رَأَيْنَاهُ أسبق السباق)
(من سراه ودادهم فرض عين ... مَا تحلى بحبهم ذُو نفاق)
(وبآثارهم تسامى بَنو إِسْمَاعِيل ... فخرًا على بني إِسْحَاق)
(كلهم جَاءَت السِّيَادَة تنقاد ... إِلَيْهِ بأوجب اسْتِحْقَاق)
(سبقوا الْعَالمين نَحْو الْمَعَالِي ... حَيْثُ حلوا والسبق حلي الْعتاق)
(وَأَقَامُوا فِي الله أَرْكَان دين الْحق ... بالبيض والدروع الوثاق)
1 / 194