191

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

(أما وحياة عَيْنَيْك اللواتي ... بِغَيْر السحر تأبى الاكتحالا)
(وَمَا بسقيم جفنك من فتور ... أعَاد الْبَدْر من سقم هلالا)
(لانت أعز من روحي وَمَالِي ... وَإِن لعب الزَّمَان بِنَا ومالا)
(وَكم للشوق فِي أحشاء صب ... يبيت خياله يرْعَى خيالا)
(يُخَاطب من أمانيه نديما ... ويجني من مطامعه نوالا)
(فَيقطع بالنوى الْأَيَّام سيرا ... وَيقطع بالمنى السود الطوالا)
(إِذا مَا أوهمته النَّفس أمرا ... وَرَاء السد كلفها ارتحالا)
(وَلَيْسَ الْجد فِي الدُّنْيَا بمجد ... وَلَا زَاد النَّوَى رزقا ومالا)
(وَلَكِن الْأُمُور لَهَا دواعي ... وَأَسْبَاب بَقَاء أَو زوالا)
(وأسهرني بِأَرْض الرّوم برق ... سرى من جلق يشكو الكلالا)
(وجدد لي بِأَرْض الشَّام عهدا ... وذكرني الْأَحِبَّة والظلالا)
(مَوَاطِن صبوتي مقَام أنسي ... وَإِن صرمت أهاليها الحبالا)
(وَمَا كَانَت غوانيها جُفَاة ... وَلَكِن علموهن الدلالا)
(وَترك الْمَرْء دَار الضيم حتم ... وَنَفس الْحر تأبى الاعتقالا)
(وَمَا كلفتهم شَيْئا وَلَكِن ... أعَاد الْوَهم رشدهم ضلالا)
(وَلَيْسَ يبين فضل الْمَرْء حَتَّى ... يبين وَيُشبه الشهب انتقالا)
(وَمن لم يشْكر النعماء يَوْمًا ... وأنكرها فقد رَضِي الزوالا)
(جفوا فحلمت فازدادوا جفَاء ... وظنوا الْحلم عَجزا واحتمالا)
(وَبَعض الْجَهْل فِي الأحيان خير ... وَبَعض الْحلم يَسْتَدْعِي النكالا)
(فَحَلَفت الديار وَمن عَلَيْهَا ... وَفَارَقت الْأَحِبَّة والعيالا)
(وسرت ولي من الذكرى سمير ... يؤرقني وصحبي والجمالا)
(فَلَا زَالَت لِأَحْمَد مكرمات ... تقابلني نزولا وارتحالا)
(هُوَ الْمولى الشريف وَمن تسامى ... إِلَى العيوق أفضالا وطالا)
(مليك مُسْتَفَاد من مليك ... كعرف الرَّوْض أكسبه شمالا)
(فَتى للفضل قد أضحى يَمِينا ... وباقى النَّاس كلهم شمالا)
(طليق الْوَجْه بسام الْمحيا ... يسابق فَضله منا السؤالا)
(وَمن أَحْيَا موَات الْجُود فضلا ... وَورث عدله الدُّنْيَا اعتدالا)

1 / 192