138

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

(عزت فَعَاشَتْ بفقرها رغدا ... وَفِي اعتزال الْأَنَام راحتها)
وَمِمَّا اشْتهر انه من شعر عبد الْمطلب جد النَّبِي
فِي مَعْنَاهُ
(لنا نفوس لنيل الْمجد طالبة ... وَإِن تسلت أسلناها على الأسل)
(لَا ينزل الْمجد إِلَّا فِي مَنَازلنَا ... كالنوم لَيْسَ لَهُ مأوى سوى الْمقل)
قد تَرْجمهُ الخفاجي فِي كِتَابيه لَكِن اخْتلفت تَرْجَمته لَهُ كثيرا وَالَّذِي حررته وَصَحَّ مَا نَقله وَالِدي من خطّ الشهَاب من نُسْخَة الخبايا حَيْثُ قَالَ من ذَوي الْبيُوت الشامخة الرتب الْمُزَاحمَة للنيرات فِي منازها بالركب وَله أدب غض نَقده نض وَشعر يتساقط فِي أندية الْكِرَام تساقط الدّرّ أسلمه النظام ألطف من شمائل الشمَال وَأحب من دَلَائِل الدَّلال وأرق من دموع السَّحَاب وأصفى من مَاء المزن والشباب وَبَينهمَا هُوَ رحيب الصَّدْر صلب قناة الصَّبْر لم تعقد حبار أيه بِغَيْر يَد الحزم وَلم تحل الْأَيَّام عقد رَأَيْته الأبراحة الْعَزْم إِذْ غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء فأعجز داؤه الدَّوَاء فبدلت جُنُون الْفُنُون بفنون الْجُنُون وَفتحت مغلق قفله وحلت عقلة عقلة فَظهر تشَتت باله ونادى لِسَانه حَاله
(تقضي زمَان لعبنا بِهِ ... زهذا زمَان بِنَا يلْعَب)
فَمَا رويت من شعره قَوْله
(ترامت نَحْوهَا الْإِبِل ... وشامت برقها الْمقل)
(فتاة من بني مُضر ... يجاذب خصرها الكفل)
(فَمَا الخطار إِن خطرت ... وَمَا الميالة الذبل)
(تكنفها لُيُوث وغى ... يحاذر بأسها الأسل)
(لَئِن شط المزار بهَا ... وأقفر دونهَا الطلل)
(بِمِثْلِهَا الْفُؤَاد بِهِ ... ويدينها لَهُ الأمل)
(وَكم لي يَوْم كاظمة ... فؤاد خافق وَجل)
(وطرف بعد بعدهمْ ... بميل السهد مكنحل)
(علقت بهَا غَدَاة غَدَتْ ... وموطئ نعلها الْمقل)
(فَإِن سَارَتْ بأخمصها ... تداعى الوابل الهطل)
(وَإِن قرت تقر الْعين ففينا بِضَرْب الْمثل ...)
قلت وَجل شعره يشْتَمل على معَان عَذَاب لَطِيفَة الْموقع وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الأول

1 / 138