117

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَألف رَحمَه الله تَعَالَى
أَبُو السرُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عوض بن عبد الْخَالِق بن عبد الْمُنعم بن يحيى بن الْحسن بن مُوسَى بن يحيى بن يَعْقُوب بن نجم بن عِيسَى بن شعْبَان بن عوض بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن نوح بن طَلْحَة بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق ﵁ وعنهم هَذَا نسب السَّادة البكرية سَادَات مصر من جِهَة الْآبَاء وَلَهُم من جِهَة الْأُمَّهَات سيادة وَأَبُو السرُور هَذَا أحد أَوْلَاد الاستاذ مُحَمَّد بن الْحسن الْبكْرِيّ الصديقي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد فِي دولة أَبِيه وتربى فِي حجر الْفضل وَالصَّلَاح وَكَانَ لَهُ الذَّوْق الصَّحِيح فِي معارف الصُّوفِيَّة والبلاغة الْكَامِلَة فِي التَّقْرِير وَهُوَ أنبل إخْوَته وأفضلهم وَأَكْثَرهم مداومة على الإفادة والقاء الدُّرُوس وَكَانَ لَهُ اتساع فِي الدُّنْيَا ومخالطة الْحُكَّام ومداخلة فِي أُمُور كَثِيرَة ودرس بالخشابية بعد موت شيخ الشَّافِعِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد الرَّمْلِيّ شَارِح الْمِنْهَاج وَله مؤلفات مِنْهَا مُخْتَصر فِي فضل لَيْلَة النّصْف من شعْبَان من كتاب النبذة لجده أبي الْحسن وَشَرحه وَسَماهُ فيض المنان وقرظه الشَّيْخ عبد الله الدنوشري فَقَالَ
(هَذَا كتاب منَازِل الْعرْفَان ... ومهذب الْأَلْبَاب والأذهان)
(فَالْزَمْ قِرَاءَته ولازم درسه ... إِذْ ذَاك فيض الْوَاحِد المنان)
(تأليف مَوْلَانَا وحافظ عصره ... من نسل صديق النَّبِي العدنان)
(لَا زَالَ يرقى فِي جناب سيادة ... مَا غرد الْقمرِي على الأغصان)
وَوجدت فِي بعض التعليقات أَنه عمل رِسَالَة تتَعَلَّق بمباحث آيَات السَّبع المثاني حاك برود طروسها على منوال التَّحْقِيق وطرز حَوَاشِي سطورها ببنان التدقيق وَبعث بهَا من الديار المصرية إِلَى دَار السلطنة الْعلية تَتَضَمَّن طلب منصب إِفْتَاء الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ المعزية وَكَانَ أَمر الْفَتْوَى يَوْمئِذٍ مَنُوطًا بشيخ مصر على الْإِطْلَاق وعلامتها الْمَشْهُور فِي الْآفَاق صَاحب التصانيف العديدة والتآليف المتداولة المفيدة شمس الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الرَّمْلِيّ وعد ذَلِك الطّلب مِنْهُ على الْمحبَّة ذَنبا وَاحِد لكنه شنيع وخطبا عِنْد فضلاء الْأَمْصَار والأعصار ظليع على أَن لِسَان حَاله أنْشد معتذرا مبرزًا من الضَّمِير مَا كَانَ مستترًا
(وَإِذا الحبيب أَتَى بذنب وَاحِد ... جَاءَت محاسنه بِأَلف شَفِيع)
وَكَانَ ينظم الشّعْر وشعره لطيف فَمِنْهُ مَا كتب بِهِ فِي صدر رِسَالَة إِلَى الرّوم للْمولى يحيى

1 / 117