148

خطب مختارة

خطب مختارة

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الرسل فيأتون إلى سيد الخلق وأكرمهم على ربهم محمد، فيأتي ﷺ، ويسجد لربه أَولًا، لا يبدأ بالشفاعة، ثم يقال له ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، وهذه الشفاعة خاصة بالرسول ﷺ، لا يشاركه فيها أحد، وله ﷺ شفاعات أخرى، كلها يوم القيامة، ولا تكون إلا بعد الإذن له من الله، والرضا عن المشفوع له، ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٤٤] ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: ١٠٩] وقال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: ٢٨] وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد، ولا يرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة إلا ما أريد به وجهه فإذا كانت الشفاعة ملكًا لله وحده وكانت لأهل الإخلاص، ولا تكون إلا بعد الإذن والرضا، فلا يصح طلبها إلا من الله وحده، فهو المالك لها الذي يأذن أن يشفع لكل من وحد الله وأخلص العمل له، واهتدى بسنة رسول الله ﷺ ومات على ذلك، فشفاعة الرسول حاصلة له، وهو من أهلها لا شك في ذلك. سأل أبو هريرة ﵁ رسول الله ﷺ فقال: «من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه» . وحقيقة الأمر في ذلك، أن الله هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه، وينال المقام المحمود فحصول الشفاعة لا بد فيه من أمرين: الأول: الرضا منه تعالى عن المشفوع له. والثاني: الإذن للشافع أن يشفع، وإذنه لا يكون إلا إذا رحم عبده الموحد

1 / 152