خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

Hasan Ismail Abdel Razeq d. 1429 AH
117

خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

Daabacaha

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Goobta Daabacaadda

مصر

Noocyada

وأشار إلى الندماء، أن ينظموا، على أسلوبه، ففعلوا واحدًا بعد واحد إلى أن انتهت النوبة إلى شريف في البين، فقال: أشهى إلى النفس من الخبز فأمر الصاحب: أن تقدم له مائدة (١): ويفهم من هذه القصة أن الشاعر لم يشبه العالم بالخبز، إلا لأنه يريد خبزًا، فأظهر مطلوبه بذلك التشبيه المقلوب، ولهذا سمى الخطيب هذا الغرض: إظهار المطلوب. ٣ - التجريد: لعل أول من عقد للتجريد بابًا: هو أبو الفتح ابن جنى "في الخصائص (٢)،؛ فقد ذكر فيه أنه فصل من فصول العربية طريف، وأن أبا علي الفارسي ﵀ كان مولعًا به؛ ولكنه لم يفرد له بابًا. وأنه استطاع أن يستشف معناه من خلال ألفاظ أبي علي؛ وأن معناه - عند أبي علي - هو: "أن العرب قد تعتقد في الشيء من نفسه معنى آخر؛ كأنه حقيقته ومحصوله؛ وقد يجري ذلك إلى ألفاظها لما عقدت عليه معانيها، وذلك نحو قولهم: لئن لقيت زيدًا، لتلقين منه الأسد. ولئن سألته لتسألن منه البحر، فظاهر هذا: أن فيه من نفسه أسدًا وبحرًا، وهو عينه الأسد، والبحر، لا أن هناك شيئًا منفصلًا عنه، وممتازًا منه. وعلى هذا جاءت مخاطبة الإنسان نفسه حتى كأنها تقاوله أو تخاطبه:

(١) الإيضاح (ضمن شروح التلخيص) ٣/ ٤١١ (٢) الخصائص ٢/ ٤٧٣

1 / 118