158

أقاموا في بنائه سبعة أيام ، وفي رجوعهم عزلوا مبارك بن عدوان عن إمارة حريملاء استوفدوه هو وجماعته ، وأظهروا له العزل ، فهرب من الدرعية تلك الليلة وجماعته فيها ، ومر على صهره الطويل في أم أصوى ، فركب فرسهم وسرى لحريملاء ، ودخل البلد وأمر بضرب الطبل في الحوش ، واجتمع معه ناس من أهل البلد ممن يهواه من قبيلته وأعوانه وغيرهم.

وأراد الله أن ناسا من أهل الدين ، ومن الجماعة يتقبضون لأمره ، ويغلقون العامة دونه ، وينابذونه ، فحاول في الأمر فلم ينفق له حال ، وجربوا أهل الحصن ، وتنكروا له أهل البلد لما ضبط عن الحصن ، ففر هاربا هو ومن تبين معه وتوجه الصعره وبمن فر معه مربد بن أحمد بن عمر القاضي ، وصار مفره على رغبة ، وقتله علي الجريسي أميرها ، وتأمر في حريملاء حمد بن ناصر بن عدوان. وأما مبارك فإنه حل في المجمعة على حمد بن عثمان ، وطلب منه النصرة من آل مدلج ، وأهل سدير ، وبعثوا إلى الوشم ، وقام معهم إبراهيم ، وأهل سدير وغيرهم ، ومشوا معه بشوكتهم قاصدين حريملاء ، ونزلوا الفقير قرب رغبة ، وأقاموا عليه أيام حائرين وجنبوا عن حريملاء وعدلوا على رغبة ، وحاصروا الجريسي في قلعته هو وأصحابه ، وضربوا نخيلهم الجم المعروف ، وقتل راضي بن مهنا بن عبيكة ، وكان أغلب العرينات وجيرانهم أهل الحدم والمنزل إلا خرقد خذلوا الجريسي ، وكان عبد العزيز بن سعود قد وصل حريملاء بمن معه من أهل العارض حين استصرخوه لما بلغهم اجتماع أهل هذه النواحي لحربهم وحصارهم ، فلما جبنوا ورجعوا إلى أوطانهم رحل عبد العزيز إلى رغبة وهدم منازلهم ، وصدم نخيلهم ، ونقلها على الجريس وأهل حلته ، والسبب أن العدو وما تعرض لنخيلهم ، ولا شيء من طوارقهم ، لأجل أن

Bogga 167