من خطبة له في جماعة القمصان السود في فلورانسا سنة 1930
لقد طهرنا البلاد فلم يبق فيها من الأحزاب من نهاب دعوته أو نخاف فتنته، أما الذين خرجوا عنا ولا يزالون يناصبوننا العداء في خارج إيطاليا، فما أبعد المسافة بين ما يعملون وما يرموننا به من الأغلاط التي نعلم حق العلم أنها حقائق راسخة أقيم عليها بناء الفاشيست المتين.
وهناك أعداء آخرون يجهلون كل الجهل قوى الفاشيستية ويريدون مقاضاتنا. هم يعتقدون أنا قليل عديدنا قصير باعنا، وتعمى قلوبهم عن الحقيقة الناصعة أن الفاشيست هي إيطاليا جمعاء، إيطاليا البالغ عددها 43 مليونا. لقد نسبوا أعمالنا إلى حركة تجديد، ولم يفهموا أنها الثورة بعينها، وادعوا أنه حكم ظلم وإرهاب، وهو في الحقيقة مظهر من أجل مظاهر السيادة القومية لأمة تريد أن تحكم نفسها بنفسها، وقد ظن هؤلاء أيضا أننا لا نستطيع الذهاب إلى أبعد مما ذهبنا إليه في سبيل التضحية (تصفيق طويل) ولست أرى - وايم الله - ما ينال الشعب الإيطالي في كبريائه وكرامته مثل هذا الظن والتوهم أن برنامجنا البحري الجديد حلم لا قبل لنا بتحقيقه (تصفيق شديد) ولهذا أعود فأؤكد أن هذا البرنامج سينفذ بندا بندا؛ لأن إرادة الفاشيست ليست فقط من حديد، بل هي أيضا إرادة عمل تهزأ بالمقاومة، ولا تعبأ بالعقبات التي تعترض دونها، وإني على يقين من أن الشعب الإيطالي لا يرضى البقاء سجينا في بحر كان فيما مضى بحر رومة، ولهذا فهو لا يرجع عن التضحية كلما دعت إليها الحال (هتاف وأصوات نعم نعم ).
ولقد تساءل أولئك الأعداء ما نقصد بقولنا نفسية الشعب الإيطالي، وعليه أجيب أن أحزابا عديدة تعمل في خارج البلاد على اقتلاع جذور المذهب الفاشيستي، وهذا العمل وإن يكن مصيره إلى الفشل التام، فهم يقصدون به أن يزحزحوا إيطاليا عن موقفها السامي، ويميلوا بها عن طريق المجد الذي تتسلق قممه (أصوات أبدا أبدا) هؤلاء يدعون أنهم أحرار ديمقراطيون، ولا يأنفون مع ذلك من إثارة أية حرب كانت على الشعب الإيطالي، بل لا يتأخرون عن أن يزجوا أنفسهم في غمراتها ويكونوا أول المشتركين فيها، ولكنهم سيجدوننا في انتظارهم حينذاك (تصفيق حاد) وإذا حدث شيء من هذا؛ فإن رجال القمصان السود ستكون في مواقفها مستعدة لإحباط مساعيهم الدنيئة بوسائل لم تخطر على بالهم (هتاف عال) لأن إيطاليا الفاشيستية هي اليوم كاملة العدة والعدد، والويل لمن يحاول إذلالها (نعم نعم).
تذكروا أن رجال القمصان السود عقدوا في هذه المدينة مؤتمرهم الأول سنة 1919 فكانت الخطوة الأولى في محاربة للرجعيين، وها نحن اليوم نفتخر بالشوط الواسع الذي قطعناه في طريق المجد منذ ذلك الحين، ألا وإن شجاعتنا لم تهن، وسيرنا إلى الأمام في طريق التجديد لم يقف، ولا يجب أن يقف أبدا (هتاف من الجمهور أبدا أبدا).
هوامش
خطب العرب
(1) خطبة النبي
صلى الله عليه وسلم «لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا، ولا أصدق لفظا، ولا أعدل وزنا، ولا أجمل مذهبا، ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مزجا، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين في فحواه من كلام النبي
صلى الله عليه وسلم .»
Bog aan la aqoon