Khadka iyo Isbedelka Bulshada
الخطاب والتغير الاجتماعي
Noocyada
والغرض من هذا تحديد أية ظواهر شاذة قد تكون موجودة، وإن لم تكن قد سببت لك أية مشكلات حتى الآن، ومن شأن فحص المهبل تيسير تقييم الحوض ابتغاء فحص حالة الرحم وعنق الرحم والمهبل. وكثيرا ما تؤخذ لطاخة مهبلية أيضا في هذا الوقت لفحصها واستبعاد وجود أي تغيير مبكر يؤدي إلى الإصابة بالسرطان مما قد يوجد في حالات نادرة.
وسوف نبدأ بتحليل بعض جوانب تماسك النص وبناء الجمل في هذه العينة؛ وذلك تمهيدا للنظر في الأسلوب المستخدم لإقامة الحجة، وأنواع معايير العقلانية التي تفترضها سلفا، وسوف يتيح لنا هذا النظر في أنواع الهوية الاجتماعية التي تبنى في النص، وخصوصا الصوت الطبي العلمي والجو الخلقي فيه.
ولنبدأ بطريقة بناء الجمل في القسم الأخير وعنوانه الفحص، وهو الذي يتكون من فقرتين، تتكون كل منهما من ثلاث جمل. فإذا استثنينا الجملة الأخيرة في الفقرة الأولى والجملة الأولى من الفقرة الثانية وجدنا أن كل جملة تتكون من عبارتين (أي إنهما جمل بسيطة) يربطهما حرف أو أداة تدل على الغرض أو السبب، والنظام المجرد هو:
العبارة الأولى ¬ حتى/لأن/ل (من أجل) العبارة الثانية.
بل إن الجملتين اللتين استثنيتهما ذواتا نسق يتفق جزئيا مع هذا النسق، لأن الرابط في كل منهما رابط يتعلق بالغرض، فالجملة الأولى في الفقرة الثانية تبدأ بعبارة «والغرض من هذا»، واسم الإشارة «هذا» يحيلنا إلى الجملة الأخيرة في الفقرة الأولى. والواقع أن نسق الجمل التي ترتبط برباط الغرض أو السبب، وكذلك العبارات داخل الجمل، نسق يتكرر على امتداد العينة كلها. والرسالة التي يرسلها هذا النسق رسالة بث الاطمئنان؛ أي إن كل شيء يحدث في إطار الرعاية السابقة للوضع له سبب قوي. وإذا كان من يراد اطمئنانه واضحا، فإن من يقوم ببث الاطمئنان، على وجه الدقة، أقل وضوحا.
فلنحاول تبيان ذلك بالنظر إلى المشاركين، أي من يشاركون في هذا النص باعتباره جزءا من الممارسة الخطابية، ومن يشاركون في عمليات الرعاية السابقة للوضع التي يصورها النص، وأما المشاركون في النص فهم (1) قراء النص الذين تعنيهم الرعاية المذكورة مباشرة في معظم الأحوال (باعتبار أنهم من النساء الحوامل) أو ممن يشاركون في هذه الرعاية (باعتبارهم أزواجهن) و(2) منتجو النص، واسم المؤلف غير مذكور، ولكن اسم المحرر (وهو أستاذ متخصص في أمراض النساء والولادة) وأسماء فريق التحرير مذكورة. وأما المشاركون في الرعاية السابقة للوضع فهم (1) الحوامل و(2) العاملون بالمهن الطبية. والعلاقة بين القراء باعتبارهم مشاركين، وبين النساء باعتبارهن مشاركات في الرعاية المذكورة واضحة، فمعظم القراء يوشكون أن يصبحوا مشاركين في هذه الرعاية ، ومعظم هؤلاء يوشكون أن يصبحوا من الطائفة الأولى، ولكن العلاقة بين منتجي النص والمشاركين في الرعاية المذكورة أقل وضوحا إلى حد ما، فمن ناحية المبدأ قد يتبنى منتجو النص منظور الحوامل، أو المشتغلين بالمهن الطبية، أو لا يتبنون هذا المنظور أو ذاك.
ومن الواضح في هذه الحالة أن منتجي النص ينتمون إلى المهن الطبية، وأكثر الأدلة تصريحا بهذا ما نقرؤه في الفقرة الثانية من القسم الذي يحمل عنوان «الزيارة الأولى»، فالجملتان الأولى والثالثة من هذه الفقرة تتنبئان بما سوف يحتاج أفراد المهن الطبية إلى معرفته والسؤال عنه. والجملة الثانية تشرح سبب السؤال، ولكن المعرفة الطبية التي يقيم هؤلاء ممارساتهم عليها تتخذ صيغة واضحة المغزى وهي «ونحن نعلم»؛ فإن كلمة «نحن» تمثل حلقة الانتقال الدقيق من الإشارة إلى منتجي النص باعتبارهم مشاركين في عملية الخطاب إلى الإشارة إلى أن أفراد المهن الطبية مشاركون في عملية الرعاية السابقة للوضع.
ومع ذلك فلدينا حالة واحدة تمثل الفصل بين هاتين الصفتين، وهي الجملة الثانية في الفقرة الأولى من القسم الذي يحمل عنوان «الفحص»، ونقصد بها التعليق المضاف في آخر الجملة، وهو «وهو أمر لا يدعو إلى الدهشة»، فهو تعليق يوحي لنا بأنه صوت عالم الحياة الذي ينطق به لسان «المريضة» المتوقعة، أو حتى لسان أفراد المهن الطبية إذا تنحوا عن صفتهم المهنية (ارجع إلى مناقشة ميشلار لأصوات عالم الحياة في تحليله لعينة الخطاب الطبي التي نوقشت أعلاه)، ولكن لاحظ التضاد بين الصوتين، الصوت الذي نسمعه هنا والصوت الذي نسمعه في الجزء الثاني من الجملة الأولى الذي يقول: ل «أن القصيرات بصفة عامة لديهن أحواض أصغر قليلا من ذوات الطول الفارع»، وهي العبارة التي تقدم السبب. فالصوت هنا صوت طبي؛ لأن كلمة «حوض» مصطلح طبي، والعبارة تتكون من مقولة قاطعة النبرة، نقول إنها تقوم على أدلة طبية. وهي تمثل المقتطف كله تمثيلا أصدق، إذ إن معظم الجمل السببية ينطقها الصوت الطبي. وأما الاحتراز في هذه المقولة («بصفة عامة») فترجع أهميته إلى أن به غموضا يوحي بالانتقال إلى صوت عالم الحياة، من ناحية، كما يوحي من ناحية أخرى بالحذر والتدقيق اللذين يتميز بهما الجو الخلقي الذي نربط بينه وبين الطب العلمي.
ومن الواضح أن الذين يبثون الاطمئنان هم أفراد المهن الطبية. فالجمل التي تقدم الأسباب أو تعبر عن الغرض، والتي ينطق الصوت الطبي بها بانتظام، تقدم لنا في الحقيقة الأفكار العقلانية والحجج المنطقية التي نتوقعها من أفراد المهن الطبية، وهو ما يسهم في بناء الجو الخلقي لعلم الطب في هذا المقتطف، ولنقارن بذلك المقتطف التالي من
كتاب الحمل : «سوف تجرى لك فحوصات منتظمة طيلة فترة حملك ... والغرض منها
Bog aan la aqoon