41

Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

Tifaftire

عثمان جمعة خيرية

Daabacaha

دار الفاروق

Sanadka Daabacaadda

1410 AH

Goobta Daabacaadda

الطائف

مضت سنة الله في عباده أنهم لا يتواطؤون(١) فيه على الكذب من الأمور المتواترة والمنقولات المستفيضة(٢)؛ فإن الله جَبَل(٣) جماهير الأمم على الصدق والبيان في مثل هذه الأمور دون الكذب والكتمان، كما جبلهم على الأكل والشرب واللباس، فالنّفْسُ بطبعها تختار الصدق إذا لم يكن لها في الكذب غَرَضٌ راجح، وتختار الإخبار بهذه الأمور العظيمة دون كتمانها، والناس يستخبرُ بعضهم بعضاً، ويميلون إلى الاستخبار والاستفهام مما يقع، وكلَّ شخص له من يؤثر أن يصدقه ويبين له دون أن يكذبه ويكتمه، والكذب والكتمان يقع كثيراً في بني آدم في قضايا كثيرة لا تنضبط(٤)، كما يقع منهم الزنا وقتل النفوس والموت جوعاً وعرياً ونحو ذلك، ولكن ليس الغالب على أنسابهم إلا الصحة، وعلى أنفسهم إلا البقاء.

فالغرض هنا: أن الأمور المتواترة يعلم أنهم لم يتواطؤوا فيها على الكذب، والأخبار الشاذة يعلم أنهم لم يتواطؤوا فيها على الكتمان.

(١) يتفقون.

(٢) الأمور المتواترة؛ التي تنقل عن طريق التواتر، وهو ما يرويه جمع كثير من الناس بحيث يؤمن اتفاقهم على الكذب أو الخطأ، عن مثلهم بهذه الصفات إلى نهاية السند، ويكون مستندهم في ذلك الخبر لا الحسُّ. انظر: ((الخلاصة في أصول الحديث)) للطيبي ص(٣٤-٣٦)، ((منهج النقد في علوم الحديث)) لأستاذي الدكتور نور الدين عتر ص(٤٠٤-٤٠٦). والخبر المستفيض هو المشهور - على رأي بعضهم - وهو ما له طرق محصورة بأكثر من اثنين، وسمي مستفيضاً لانتشاره، من: فاض الماء يفيض فيضاً. ومنهم من قال بأن المستفيض ما يكون في ابتدائه وانتهائه سواء من حيث عدد الناقلين، والمشهور أعمُّ من ذلك. انظر: ((نخبة الفكر)) لابن حجر بشرح الملا علي القاري ص(٣١-٣٢) ((قواعد التحديث)) للقاسمي ص(١٢٤-١٢٥).

(٣) جَبَل الله الخَلْق، يَخْلُهم جَبْلًا: خلَّقهم، ويقال: جبله على كذا: طَبَعَه، وفي الأثر: ((جبلت القلوب على حُبّ من أحسن إليها)). انظر: ((المعجم الوسيط)): (١٠٥/١).

(٤) لا تنضبط: لا تُحفظ ولا تحصى.

41