16

Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

Baare

عثمان جمعة خيرية

Daabacaha

دار الفاروق

Sanadka Daabacaadda

1410 AH

Goobta Daabacaadda

الطائف

عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئاً)).

يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً)) .(١)

ولذلك كانت هذه العبادة حقاً لله سبحانه وتعالى على عباده، تحقيقاً لمقتضى عبوديتهم له سبحانه، فهي حق الربوبية على العبودية، حق المنعم المتفضّل على من يتمتع بهذه النعم والأرزاق:

﴿يا أيها الناسُ اعبدوا ربَّكُمُ الذي خلقكم والذين مِنْ قبلكم لعلكم تتقونَ، الذي جعلَ لكمُ الأرضَ فراشاً والسماءَ بناءً وأنزلَ من السماءِ ماءً فأخرجَ به من الثمراتِ رزقاً لكم. فلا تجعلُوا لله أنداداً وأنتم تعلمونَ﴾ [سورة البقرة، الآيتان: ٢١-٢٢]

ويوضح هذا ويؤكده حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رِدْفَ النبي ﷺ، ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرَّحْل. فقال: ((يا معاذ بن جبل!)) قلت: لبيك رسولَ الله وسَعْديك. ثم سار ساعة ثم قال: ((يا معاذ بن جبل!)) قلت: لبيك رسول الله وسعديك ... قال: ((هل تدري ما حق الله على العباد؟))

قال: قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)) ثم سار ساعة. ثم قال: ((يا معاذ بن جبل!)) قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: ((هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟))

قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((ألّا يعذبهم)).

وفي رواية ((وحق العباد على الله عز وجل أنْ لا يعذّب من لا يشرك به شيئاً)).(٢)

(١) قطعة من حديث رواه مسلم عن أبي ذر في كتاب البر والصلة ... (١٩٩٤/٤-١٩٩٥).
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في الجهاد: (٣٩٧/١٠) ومسلم في الإيمان: (٥٨/١).

16