٥١ دير بني مرينا: وهو دير قديم بظاهر الحيرة، ينسب إلى بني مرين، قوم من أهل الحيرة.
ومن خبر هذا الدير أن امرأ القيس بن حجر بن الحارث ابن عمرو بن حجرٍ آكل المرار، أغار على المنذر بن النعمان ابن امرئ القيس بن عمرو بن عدي، فهزمه إلى أن أدخله إلى الخورنق، وكان معه ابناه قابوس وعمروٌ، ولم يكن ولد له المنذر يومئذ، فجعل إذا غشيه امرؤ القيس يقول: ليت هندًا ولدت ولدًا ثالثًا.
وهند: عمه امرئ القيس وأم ولد المنذر، فمكث المنذر بن النعمان حولًا، ثم أغار عليهم، فأصاب منهم اثني عشر رجلًا من بني حجر بن عمرو كانوا يتصيدون، فأفلت [امرؤ القيس] على فرس كانت بقربه، فطلبوه، فلم يقدروا عليه.
وقدم المنذر الحيرة بالفتية، فحبسهم شهرين بالقصر الأبيض. ثم طلب من خاصته أن يؤتى بهم، فخشي أن يؤخذوا في الطريق، فأرسل أن اضربوا أعناقهم فضربت، وهم عند الحفر الذي سمي جفر الأملاك. وهو في موضع دير بني مرينا. قال امرؤ القيس يرثيهم:
ألا يا عينُ بكي لي شنينا ... وبكي لي الملوكَ الذاهبينا
ملوكًا من بني حجرٍ بن عمرو ... يساقونَ العيشةَ، يقتلونا
فلو في يومِ معركة أصيبوا ... ولكنْ قربَ دير بني مرينا
فلو تغسلْ جماجمهُم بسدرٍ ... فكانوا بالدماءِ مرمِلينا
تظلُّ الطيرُ عاكفةً عليهم ... وتنتزعُ الحواجبَ والعيونا
٥٢ دير بولس: دير قديم بنواحي الرملة قبلي قرية دير البلوط. فيه رواهب ورهبان كثيرون، وهو في مكان نزه، مقصود من الشعراء والشاربين لطيب خموره، نزله الفضل ابن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وقال فيه شعرًا لم يذكر اسم الدير فيه، أوله:
عليكَ سلامُ الله يا ديرُ من فتىً ... بمهجتهِ شوقٌ إليك طويلُ
ولازال من نوءِ السماكين وابلٌ ... عليكَ لكي تروي ثراك هطولُ
[ويذكر في هذا الشعر ابنة قس سقته شرابًا عتيقًا:
ومشمولةٍ أوقدت فيها لصحبتي ... مصابيحَ ما يخبو لهن فتيلُ
تعللني بالراح هيفاءُ غادةٌ ... يخال عليها للقلوبِ وكيلُ
فيا بنتَ قسِّ الدير قلبي محرقٌ ... عليكِ، وجسمي مذ نأيت عليلُ]
٥٣ دير بونا: بفتحتين ونون مشددة وبالقصر. [وقيل: باونا بالألف بعد الباء الموحدة من تحت] .
وهو دير قديم بجانب غوطة دمشق، في أنزه مكان. وبناؤه من أقدم الأبنية بالغوطة. قيل: إنه يبني على عهد المسيح، ﵇، أو بعده بقليل، وهو دير صغير، ورهبانه قليلون. اجتاز به الوليد بن يزيد، فأعجب به بجمال موضعه، فأقام فيه يومًا وليلة في لهوٍ وشربٍ ومحبون وقال يذكره:
حبذا ليلتي بديرِ بونا ... حيثُ نسقَى شرابَنَا ونغنى
كيفما دارات الزجاجة دُرْنا ... يحسبُ الجاهلون أنا جننا
ومررنا بنسوةٍ عطرات ... وغناء، وقهوة، فنزلنا
وجعلنا خليفة الله فطرو ... سَ مجونًا، والمستشارَ يُحنّا
فأخذنا قربانَهم ثم كفرْ ... نا لصلبانِ ديرهم فكفرنا
واشتهرنا للناسِ حيث يقولو ... ن، إذا خبروا بما قد فعلنا
وقال عبد الملك بن سعيد الدمشقي:
تمليتُ طيب العيشِ في دير باونا ... بندمان صدقٍ كملوا الظرف والحُسنا
خطبْتُ إلى قس به، بنتَ كرمةٍ ... معتقةً قد صيروا خدرها دنّا
٥٤ [دير بهور: من أعمال أشمون] .
٥٥ دير التجلي: سأتكلم عليه في دير الطور، لأنهما واحد.
٥٦ دير تل عزاز: سأتكلم عليه في [دير الشيخ] لأنهما واحد.
٥٧ دير تنادة: بناء مثناة فوقية مكسورة، ونون وألف، ثم دال مهملة مفتوحة وهاء. وهو دير مشهور بالصعيد في أرض أسيوط، غربي النيل، وتحته قرىً، ومتنزه حسن، ورهبانه كثيرون.
٥٨ دير تنوخ: دير قديم بأعلى الأنبار، كثير الرهبان وبأسفله متنزه حسن يقصده الشعراء والمجان.
ذكره أحد بني دبيرٍ في شعره، فقال يخاطب شاعرًا نصرانيًا من أهل الدير هجره إلى بغداد:
هلا قصدت إلى تنوخ وأهله ... فتنوخُ ديرُكَ في ذرا الأنبارِ
٥٩ دير توما: ذكره المرار الفقعمي في قوله:
أحقًا يا حريز الرهنِ منكم ... فلا إصعادَ منك ولا قفولا
تصيح إذا هجعْتَ بديرِ توما ... حماماتٌ يزدنَ الليلَ طولا
1 / 26