قال الأصمعي : وسمعت أبا عمرو بن العلاء يحدث ، قال : كان سلمان بن ربيعة الباهلي ، يهجن الخيل ويعربها في زمن عمر بن الخطاب ، فجاءه قوم بفرس ، فقال قوم غير أبي عمرو بن العلاء : فجاءه عمرو بن معدي كرب بفرس، فكتب هجينا ، فاستعدى عليه عمر وشكا إليه ، فقال سلمان : ادع بإناء رحراح قصير الجدر ، فدعا به فصب فيه ماء ، ثم أتي بفرس عتيق لا يشك في عتقه ، فأشرع في الإناء ، فصف بين سنبكه ، ومد عنقه . ثم قال : ائتوا بهجين لا يشك في هجنته ، فأتي به فأشرع فبرك فشرب .
ثم أتي بفرس عمرو الذي كان هجن ، فأشرع ، فضف سنبكه ، ومد عنقه ، كما فعل العتيق ، ثم ثني أحد الشنبكين قليلا فشرب ، فرأي عمر ، وكان محضرة ، فقال : أنت سلمان الخيل .
قال : كان الذائد إذا أرسل معه حمار أو مثله في الجوبة، جاء سابقه بقدر رمح .
قال : وحدثني رجل من أهل الشام ، قال : كان مع سلم بن قتيبة بالري ، ثم جاء مع سلم فشهد وقعة إبراهيم . قال : حدثني بهذا النسب سلم ، قال : الحرون بن الأثاثي بن الخزز بن ذي الصوفة بن أعوج . وكان مسلم بن عمرو اشتراه من أعرابي بالبصرة بألف دينار معارضة بمتاع ، فذكر أنه كان في عنقه رسن حين أدخله الأعرابي يطير عفاؤه ، فسبق الناس عليه عشرين سنة ، وكان يسبق الخيل ، ثم يحرن حتى تلحقه ، فإذا لحقته سبقها ، ثم حرن ، ثم سبقها.
Bogga 83