227

Khawatir Khayal

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

Noocyada

لقد عانقته البارحة! أتعلم ماذا قال لي؟ آه! كلمة مؤلمة عظيمة! «وقصارى القول: هل سيوقعون موسيقاي؟» (ثم خرجوا على أطراف أصابعهم وأقبل الليل وقد رمى ضوء الموقد شعاعا على وجه برليوز، وكان يظهر عليه أنه نائم، وكأن نداء أتاه من العلا في الليل البهيم ثم يسمع توقيع دعاء الأموات من وراء الستار موقعا على الأرض، ويغنيه المنشدون وتمتلئ الغرفة بأشباح الموتى، وتظهر إيستيل وإميلي وهارييت سمتسون ونانسي وآديل وماري ريتشو ولويس برليوز فيفتح برليوز عينيه.)

برليوز :

دعاء الأموات، هل حضر الجميع لسماع دعائي للأموات؛ هارييت، نانسي، أديك، ماري، إميكس، لويس الصغير؟ (ثم اعتدل على كرسيه ورفع ذراعه، وطفق يضرب الوزن، فاقتربت منه الأموات وأحاطوا به ثم مالت ذراع برليوز وفارق الوجود.) (2) عنترة «مأساة شعرية في خمسة فصول لفخر الشرق المرحوم شكري غانم»

ينتمي هذ الشاعر العبقري إلى أسرة عظيمة لبنانية، وقد نبغ في الشعر الفرنسي، وله ديوان فرنسي ظهر حوالي سنة 1900، وروايتان مثلتا بالأودييون سنة 1905 في فصل واحد وهما «وردة» أو «زهرة الحب» و«ربع ساعة من ألف ليلة وليلة»، ورواية قصصية كبيرة تسمى «دعد»، وأهم رواياته التمثيلية عنترة، وقد أبت عليه قوميته إلا أن يبتدئ بتمثيلها على مسرح شرقي فاختار الأوبرا الملكية المصرية، ولحسن حظه كانت فرقة الكوميدي الفرنسية في ذلك الوقت مؤلفة من أعظم الممثلين الذين يسود على مجموعهم الانسجام والتوافق وفي مقدمتهم الممثلة القديرة مرجريت مورينو، وقد تقدمت بها السن إلى أن أصبحت تمثل دور العجائز، وقد قامت بدور عبلة، وداراجون وقد توفي بالأنفلوينزا منذ بضع سنين وقد قام بدور عنترة، ومونتو وقد مثل دور وزر المعروف بالأسد الرهيص.

ومن الغريب المدهش أنهم حفظوا الرواية وأخرجوها وأعدوا مناظرها في خمسة عشر يوما، وقد سحروا الجمهور بإبداعهم النادر، وكانت الرواية موفقة من جميع الوجوه.

اشتهر مورينو بحسن إلقائها ونبرات صوتها الموسيقي، وكانت تلقي الشعر بسهولة وهي تقلد سارة برنار وتضيف إلى ذلك قدرا كبيرا من شخصيتها الخاصة وعواطفها المتأججة وحركاتها الخالية من كل تكلف، ورشاقتها النادرة وظرفها في الحديث، وقد مثلت دور ابن نابليون في النسر الصغير وروكسان في سيرانو دوبرجيراك، وقد فتنت النظارة في هذه الروايات الثلاث ولم يستطع أحد من الأجواق أن يحرز هذا النجاح من سنة 1909 إلى الآن.

مثلت رواية عنترة للمرة الأولى بمسرح الأوبرا الملكية، ثم مثلها مسرح الأودييون بباريس في 12 فبراير سنة 1910، فلاقت إعجابا شديدا ونجاحا باهرا، وقرظتها أغلب الجرائد الفرنسية الشهيرة مثل الفيجارو والجولوا والأكلير والدييا والطان والليبرتيه ومجلة التياتر المصورة والأوبنيون، كما قرظتها وذكرت ملخصها دائرة معارف لاروس في ملحقها الشهري سنة 1910، وهي تستحق أكثر من هذا لبلاغتها النادرة، وتفكيرها العميق، وتحليلها الأخلاقي، ومناقشتها الطلية، وعواطفها المشتعلة، ورقتها ومواقفها الفنية الرائعة.

ومن سمو أخلاق شاعرنا النابغة ونبل عواطفه أنه أنبأ في القطعة التي أوردناها عن اقتراب ظهور النبي

صلى الله عليه وسلم

وما سيكون له من شأن خطير، كما نوه بإعجابه الشديد ببلاغة القرآن بعبارة تستعصي بلاغتها على أي شاعر مع أنه مسيحي، فجزاه الله خيرا ورحمه رحمة واسعة.

Bog aan la aqoon