Khawatir Himar
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Noocyada
فقالت الجدة: كيف لا يكون له صاحب؟! هذا مستحيل!
فأجاب جاك: حقيقة يا جدتي، ليس له صاحب هكذا أخبرتني الأم ترانشيه.
فقالت الجدة: إذن كيف فاز بجائزة السباق لأجلها، وما دامت أخذته لأجل السباق فلا بد أن تكون استعارته من أحد؟
فقال جاك: كلا يا جدتي، هو جاء وحده لكي يجري مع الحمير، ولكن الأم ترانشيه دفعت رسم السباق لكي تأخذ ما يربحه. وهو ليس له صاحب، فإنه هو كديشون حمار المسكينة باولين، التي ماتت وطرده أهلها، حتى إنه عاش طول الشتاء الماضي في الغابة وحده.
فقالت الجدة: كديشون! الحمار الشهير! الذي أنقذ من الحريق سيدته الصغيرة! إنني مسرورة بمعرفته، فإنه في الحقيقة حمار نادر يستحق الإعجاب. وتلفتت نحوي، ثم أطالت النظر إلي، فكنت فخورا بأن أسمع أن شهرتي ذاعت كما رأيت، وانتعشت وفتحت خياشيمي وهززت ناصيتي طربا وابتهاجا.
وقالت الجدة: مسكين! ما أشد نحافته! إنهم لم يحسنوا مكافأته على إخلاصه. قالت ذلك بلهجة صدق وأسف وتأنيب.
وسنبقيه عندنا، يا أولادي، ما دام متروكا ومطرودا من الناس الذين كان يجب عليهم الاعتناء به ومعرفة حقه. ادع إلي «بولان» فإنني أريد أن أكلفه بأن يضعه في الإصطبل وأن يهيئ له أسباب الراحة.
ففرح جاك وأسرع يستدعي «بولان» فحضر على الأثر، فقالت له الجدة: هذا حمار اقتاده إلينا الأطفال، فضعه في الإصطبل وقدم له الأكل والشرب.
فقال بولان: وهل يلزم أن نرده إلى صاحبه بعد ذلك؟
فقالت الجدة: كلا، فإنه ليس له صاحب، ويظهر أنه هو الحمار الشهير كديشون، الذي طردوه بعد موت صاحبته الصغيرة، وهو قد عاد إلى القرية ورآه الأولاد، فجاءوا به إلى هنا وسنبقيه عندنا.
Bog aan la aqoon