وحاول العقاد والمازني نفس المحاولة، وبقي شوقي، ووقف المازني في ذكرى حافظ إبراهيم يقول لقد حاولنا أن نهدم شوقي وحافظ لنقف على أنقاضهما فلم ننل إلا من الحق ومن أنفسنا.
وفي يوم كنت جالسا مع أستاذنا العملاق طه حسين وسألته: لماذا هاجمت شوقي وأنت أعظم من يعرف فضله؟
قال: لقد هاجمته في أشياء لا تتصل بالشعر، وإنما لأنه كان ينسب آراء أرسطو إلى أفلاطون.
وكأنما رأى العملاق ظل ابتسامة على وجهي فهو يكمل حديثه قائلا: وعلى كل حال أنا ما أسفت على شيء كتبته قدر أسفي على مقالات الهجوم.
وأفاجأ بوزارة التربية والتعليم تقرر على الطلبة في العام الماضي كتاب أستاذنا طه حسين «شوقي وحافظ» وهي بهذا تقدم لتلاميذها عميد الشعر العربي وعميد النثر العربي وشاعرا من أكبر الشعراء الذين أنجبتهم مصر أسوأ تقديم.
فطه حسين صاحب الكتب الباذخة في الأدب والرواية، لم تجد له وزارة المعارف كتابا تقدمه له إلا هذا الكتاب الذي كثيرا ما اعتذر عنه.
وشوقي الخالد لم تجد وزارة التربية وسيلة تقدمه بها إلى تلاميذها إلا من خلال هذا الكتاب.
وحافظ أيضا بعرضه هذا العرض على أبناء الجيل كارثة.
وفي هذا العام أنظر في كتاب ابني فأجد أنهم قرروا عليه قصيدة شوقي الخالدة:
يا نائح الطلح أشباه عوادينا
Bog aan la aqoon