قال القاضي أبو بكر بن العربي في أول شرح الترمذي: "اعلموا -أنار الله أفئدتكم- أن كتاب الجعفي -أي البخاري- هو الأصل الثاني في هذا الباب والموطأ هو الأول هو واللباب وعليهما بنى الجميع كالقشيري والترمذي فما دونهما ما طفقوا يصنفونه.
وليس في قدر كتاب أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسه مترع، وعذوبة مشرع، وفيه أربعة عشر علما فوائد: صنف، وهو أقرب إلى العمل وأسند، وصحح وأسقم، وعدد الطرق، وجرح وعدل، وأسمى وأكنى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله، وكل علم من هذه العلوم أصل في بابه، وفرد في نصابه، فالقاري له لا يزال في رياض مونقة، وعلوم متفقة متسقة".
Bogga 57