لم يثبت بدليل قوله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (1) فأثبت له صلى الله عليه وآله وسلم الانذار بلفظة " انما " لأنها للتحقيق والاثبات وهو المنذر صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام الهاد، وسيجئ ذكر ذلك بطريقه، وثبت له في هذه الآية بلفظه " إنما " إنه هو الهاد بعد الرسول صلى الله عليهما.
فإن قيل: إن هذه اللفظة أتت على سبيل العموم دون الخصوص بذكر * (الذين آمنوا) * لان كلا من الذين آمنوا يقيم الصلاة ويؤت الزكاة فأي تخصيص حصل لأمير المؤمنين دونهم؟
قيل: الجواب عن ذلك: انه ليس كل مؤمن أقام الصلاة أدى الزكاة في ركوعه، ولم يعلم من لدن آدم إلى يومنا هذا أحدا تصدق بالخاتم في ركوعه (2) ونزلت في حقه آية غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه، فقد أبان الله تعالى الفرق بينه وبين غيره من المؤمنين، وخصص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص بقوله تعالى: * (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وذكره تعالى بلفظ الجمع كما ذكره سبحانه وتعالى وتقدس في آية المباهلة بلفظ الجمع بقوله تعالى: * (وأنفسنا) * (3) وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية، وكما ذكر سبحانه وتعالى الزهراء صلى الله عليها بلفظ الجمع وهي واحدة في آية المباهلة أيضا [بقوله:] * (ونساءنا ونساءكم) * (4) وهي واحدة وكل ذلك للتعظيم،
Bogga 84