تنهدت المرأة قائلة: الله أعلم، والله غفور. •••
وفي شقة بالعمارة رقم 50 بشبرا، كانت فتاة تنظر إلى صورة القتيلة بذهول، لا تكاد تصدق عينيها، ثم هرعت إلى أمها بالجريدة هاتفة: ماما .. انظري!
نظرت الأم إلى الصورة، وقرأت الخبر، ثم رفعت عينيها إلى ابنتها متسائلة، فقالت هذه بانفعال: شلبية يا ماما، ألا تذكرين شلبية؟!
أعادت المرأة النظر إلى الصورة بإمعان، حتى اتسعت عيناها دهشة وانزعاجا، وصاحت: يا ربي! هي هي شلبية، شلبية دون غيرها.
قالت الفتاة برثاء وتأثر: كانت عندنا منذ خمس سنوات. - أجل، ترى كيف ولم قتلت؟!
غمغمت الأم بكلام غير مفهوم، ولم يسكن انفعال الفتاة، فقالت: كانت طيبة جدا يا ماما، تتلقى أي أمر بصبر وابتسام، وكانت تغني في الحمام أغاني ريفية بصوت ساذج لطيف.
ثم بنبرة كالعتاب: وقد طردناها بلا سبب! - هي مسكينة، ربنا يرحمها، ولكنا لم نظلمها. - كانت لطيفة وساذجة ومؤدبة، ولكني لم أدر لأي سبب طردت!
فقالت الأم بوجوم: لم تطرد بلا سبب، وكل شيء قسمة ونصيب.
فتنهدت الفتاة قائلة: لعلها لو بقيت عندنا لما ...
فقاطعتها بحدة: أنت مجنونة؟! .. أليس كل شيء بإرادة الله؟
Bog aan la aqoon