وتبين أنه كان بياع بطاطة، وقد قتل أيضا في المعركة. - فمن هم أعداؤه؟ - جميع رجال المناديلي، وقد قتلوا عن آخرهم.
وسئل من ضحايا المعركة من استطاع أن يتكلم، قبل أن يسكته الموت، قال أحدهم: رأيت صديقا في المعركة، فانضممت إليه، ولكني لم أعرف أسبابها.
وقال ثان: ظننت أن المعركة تدور بين عجرمة والمناديلي، فانضممت إلى رجال المناديلي بطبيعة الحال.
وقال ثالث إنه اشترك في المعركة لأنه لا يستطيع أن يشهد معركة ويقاوم إغراء الاشتراك فيها.
وقال رابع إنه لمح بين المتعاركين غريما له في حب امرأة، فهاجمه بلا تردد.
وخامس قال إنه كان يغادر بيته، فأصابته طوبة عمياء، فراح يرمي بالطوب على غير هدى، حتى أصابته سكين.
وهكذا وهكذا، حتى تبين أن شخصا هاجم آخر، لا لشيء إلا أنه يتشاءم برؤية وجهه، وعلى كثرة ما قيل، فإن التحقيق لم يفد منها شيئا ذا بال، ظل دور العجل محوطا بالغموض، وظلت الأسباب الأولى للمعركة مجهولة. - ألم ير أحدكم العجل وهو يقتل أحد ضحاياه، أو عندما قتل؟
قالت امرأة: رأيت العجل وهو يقتل القللي.
وقالت أخرى: رأيت العجل وهو يقع قتيلا بيد دقلة.
إذن، فالعجل قد قتل القللي، ودقلة قد قتل العجل، وليس عجيبا أن يقتل دقلة، وهو من رجال المناديلي، رجلا كالعجل من رجال عجرمة، ولكن لماذا قتل العجل القللي، وكلاهما من رجال عجرمة؟!
Bog aan la aqoon