القول في الزمان اعلم ان للناس في ثبوته قولان والمثبتون فريق منهم من زعم ان اظهر العلوم العلم بوجود الزمان ولا حاجة فيه البتة الي الاستدلال ومنهم من زعم انه ل يمكن اثباته ال بالدليل. والبرهان واما الثقاة فقالوا الزمان من جنس الأنواءر التي لا وجود لها لا في الاوهام, وذلك ان الجسم لا يوجد في الاعيان الا في حد واحد من حدود المسافة الا ان الانسان يشاهد هذا الجسم في ذلك الاحد ث في الحد الثاني ثم في الحد الثلاث الي اخر حدود المسافة فهذه الحصولات تجتمع في الاذهان وان كان لا تجتمع في الاعيان فلهذا السبب يحصل للذهن شعور بامر ممتد من اول المسافة الي اخرها ويحصل ذلك الامر الممتد كالظرف لهذه الحوادث. والحركات, ومن المعلوم بالضرورة انه ذلك الامر الممتد لا حصول له البتة في الاعيان واحتج المثبتون بوجوه الاول وهو البن سينا ولم يذكر الشيخ منها غيره بانه لا شك ان ها هنا اشيا يحكم على بعضها بانه قبل غيره. وعلى بعضها بانه مع غيره وعلى بعضها بانه بعد غيره والمفهوم من هذه القبلية. والمعية والبعدية امر مغاير للذاتين لوجوه الاول ان الذات التي يحكم عليها بالقبلية قد يحكم بعد ذلك عليها بالمعية ث يحكم عليها بالبعدية فلما راينا القبلية تبدلت بالمعية والمعية تبدلت بالبعدية مع ان الذات المحكوم عليها لهذه الامور باقية علمنا ان هذه الاحوال امور مغايرة لتلك الذات الوجه الثاني ان الشي المحكوم عليه بالقبلية قد يكون حقيقة انه انسان او حركة. او سكون, والمعقول من كونه انسانا وحركة وسكون غير المعقول من كونه قبل وبعد الثلاث ان الأشياء المشتركة في القبلية والبعدية قد تكون مختلفة في الماهية والأشياء المختلفة في القبلية قد تكون 0 في الماهية فالمفهوم من القبلية والبعدية امور مغايرة لماهية تلك الحقائق فثبت ان كون الشي قبل غيره وبعد غيره لوقع غيره امور زائدة على الذاتين اللتين حكمنا عليهما بهذه القبلية 1 والبعدية واذا كان لذلك فهذه المفهومات اما ان تكون عدمية. وهو باطل الن العدم من حيث انه عدم طبيعة واحدة. وهذه المفهومات امور مختلفة فوجبت ان تكون امورا وجودية وظاهر انها ليست امورا مستقلة بانفسها مستبدة بهما بل هي نسب واضافات فلا بد لها من امر تكون عارضة له.

وهذا الشي الذي هو معروض قد يكون معروضا لها بالذات. وقد يكون معروضا لها بالتبع والعرض فانا اذا قلنا هذه الحركة حصلت قبل هذه الحركة الاخري قضي صريح

Bogga 150