ينكسر موجه كموج البحر المحيط وفيه سمك طول السمكة خمسمائة ذراع ويعرف يبحر بربرا وطوله خمسمائة ميل في عرض مائة ميل .

البحر الرومي مخرجه من المحيط الغربي فيخرج في الاقليم الرابع بين الاندلس والمغرب مارا الي القسطنطينية ويقال بينهما مجمع البحرين وعرضه ثلاثة فرسخ وطوله عشرون فرسخا ويري ما هذا البحر الرومي اخضر كالزنجار ويقال ان في مجمع البحرين هذه الصخرة التي وصل اليها موسي وان نسل الحوت الذي اكل منه ث انساب في البحر يوجد في ذلك البحر ويقال ان هوكلش الجبار ابن ملكها ابن سلقوس بن اغريقش ابن يونان حفر هذا البحر واجراه من المحيط الغربي وان جزيرة الاندلس وبلاد البربر كانت ارضا واحدة يسكنها الاسبان والبربر فكان يعضهم يغير على بعض الي ان ملك هوكلش هذا فرغب اليه الاسبان في ان يجعل بينهم وبين البربر خليجا من البحر يمكن به احتراز كل طائفة من الاخري فحفر زقاق طوله ثمانية عشر ميلا وعرضه اثنا عشر ميلا وبني بجانبيه سكرين وعقد عليه قنطرة تمر الناس بدوابهم عليها واقام عند هذه القنطرة حرسا يمنعون البربر من الجواز عليها الا باذنه.

وكان قاموس البحر اعلى من ارض هذا الزقاق فطما الماء حتي غطي السكرين والقنطرة وساق من يديه بلادا كثيرة. وطفي على عدة مدائن وغيرها ويقال ان المسافرين في هذا الزقاق بالبحر يخبرون ان المراكب في بعض الاوقات يتوقف سيرها مع, وجود الريح فيجدون المانع لها كونها قد سلكت بين شرفات السور او بين حائطين ثم عظم هذا الزقاق في الطول والعرض حتي صار يحرا عرضه ثمانية عشر ميا؟ ويذكر ان البحر اذا جزر تري هذه القنطرة ويقال ان ما بين الاسكندرية وبلادها وبين القسطنطينية كان في قديم الزمان ارض تنعت الجمز وكانت مسكونة. وكان اهلها قوما من اليونانية وان الاسكندر خرق اليها هذا البحر فغلبت امواهه على تلك الارض وانه كان بها طائر يقال له ققس له صوت حسن. فاذا حان موته زاد حسن صوته قبل ذلك بسبعة ايام, حتي لا يمكن ان يسمعه احد فانه يغلب على قلبه من من حسن صوته ما يميت السامع, وان هذا الطائر يدركه قبل موته بايام طرب عظيم وسرور زائد فلا يهدا من الصباح وزعموا ان عامل الموسيقا من الفلاسفة اراد ان يسمع صوت فنس في تلك الحال فخشي ان هو هجم عليه ان يقتله حسن صوته فسد اذنيه سدا محكما ثم دنا منه وهو يفتح من سد اذنيه شيئا بعد شي حتي توالي ذلك في مدة ثلاثة ايام فصار يسمع صوته قليلا قليلا من غير ان يبغته جملة واحدة فبذلك يمكن من سماعه ولا يضره وزعموا ان هذا الطائر هلك هو وفراخه لحجور البحر عليه بحيث لم يبق منه شي. ويقال اذ بعض الفلاسفة هم

Bogga 138