فأخذوا سنتهم من مسير الشمس وشهورها من مسير القمر لتكون وصيامهم على حساب قمري وتكون مع ذلك حافظة لأولادها من السنة فكبسوا كل تسع عشرة سنة قمرية تسعة اشهر ووافقهم النصاري في مأخذ صومهم وبعض اعيادهم اذ كان مدار امرهم فيها على فصح اليهود وخالفوهم في استعمال الشهور فذهبوا في ذلك مذهب الروم والسريانيين.

واما العرب في جاهليتها فانها كانت تنظر الي فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس وهو عشرة ايام, واحدي وعشرون ساعة وخمس ساعة فيلحقونها بها شهرا كلما تم منها ما يستوفي ايام شهر لكنهم كانوا يعملون على ان عشرة ايام, وعشرون ساعة. ويتولي ذلك النساة من كنانة المعروفون بالقلامس واحدهم قلمس وهو النحر الغزير واول من فعل ذلك منهم حذيفة بن عبد فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن كنانة أخذ ذلك من اليهود قبل الاسلام بنحو مائتي سنة واخر من فعله ابو ثمامة جنادة بن عوف بن امية بن قلع ابن عباد بن قلع بن حذيفة . غير انهم كانوا يكبسون كل اربع وعشرين سنة قمرية بتسعة اشهر وكانت شهورهم ثابتة مع الازمنة جارية على سنن واحد لا تتاخر عن اوقاتها وال تتقدم الي ان حج رسول الله حجة الوداع وقال. ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وتلا على الناس في تحريم النسي وهو الكبس قوله تعالى.

{إنما النسئ زيادة في الكفر} [التوبة. 37] الاية فاهمل العرب حينئذ النسي وزالت شهورهم عما كانت عليه.

واما الهند فانهم يستعملون رؤية الاهلة في شهورهم ويكبسون كل تسعمائة وستة وسبعين يوم بشهر قمري ويجعلون ابتداء تاريخهم من اتفاق اجتماع في اول دقيقة من برج ما من البروج الاثني عشر واكثر طلبهم لهذا الاجتماع ان تتفق في احدي نقطتي الاعتدالين ويسمون السنة الكبيسة بذماسة ومن الهند من يستعمل اربعة انواع من المدد احدها عودة الشمس من نقطة من الفلك اليها بعينها وهي سنة الشمس, والثانية طلوعها بثلاثمائة وستين مرة وتسمي السنة الوسطي النها اكثر من سنة القمر واقل من سنة الشمس والثلاثة عودة القمر من منزلة الشرطين وهما راس برج الحمل .... اثنتي عشر مرة وهي سنة القمر عندهم ومقدارها يكون ثلاثمائة وسبعة وعشرين يوما وسبع ساعات. وثلثي ساعة بالتقريب والرابعة إهلاله اثنتي عشرة مرة وهي سنة القمر المستعملة.

واما الخطأ والايغر فان مبادئ سنيهم مبنية على ثلاثة ادوار الاول يعرف بالعشري

Bogga 225