20

Kawkab Durri

الكوكب الدري لعبد الله الحضرمي

Noocyada

لم أعلم اختلافا بين قومنا أن في حكم الخطاب يجوز من

فعل الحكم تعالى كيف يعلم أنه من يعصيه من خلقه فيصيرون إلى النار فلو

لم يخلقهم ما كفروا ولا استحقوا ذلك أن وجب أن يكون الخلق والتبليغ بالتكليف قبيحا ولا يكون حكمة لكان لا شيئا أوضع ولا أقبح من العقل

ولا أضر منه لأن الإنسان متى لم يكن عاقلا لم يلم في صنع ولم يلزمه

عقاب ومتى كان عاقلا لحقه ذلك والأمة الملحدة والموحدة مجموعون على

شرف العقل وفضله وإنما كفر من كفر بسوء اختياره.

مسألة

[ صفة أهل الجنة ]

فإن قيل هل يجوز إن يكلف الله أهل الجنة في الجنة كما كلفهم في

الدنيا لكان الأمر من الوعد والوعيد كما كان في الدنيا.

مسألة

[ كيفية أهل الجنة ]

فإن قيل لابد لأهل الجنة من فروض معرفة الله تعالى والشكر له قلنا إن أهل الجنة إلا وهم عارفون جميع ذلك فبعد استقراره في قلوبهم لم ينسونه

ليعاد عليهم التكليف مرة أخرى، فإن قيل: أن يكون حكيما من ترك عبده يعصيه ويعمل عملا يستحق به الخلود في النار ولا يمنعه وهو قادر على ذلك قلنا قد منع الله العباد من أن يعصوه أشد المنع وخلصهم منه بأفضل الخلاص بأن زجرهم ونهاهم وتوعدهم بالنار وأراهم العبر والآيات والمثلات

وأقدرهم على ترك المعاصي وجعل لهم السبيل إلى الطاعة وأعطاهم كلما ينجون به من المعصية وحذرهم وتوعدهم ووعدهم.

مسألة

[ استحقاق الثواب والعقاب ]

فإن قيل فهل لا خيرهم وقهرهم عن المعاصي قلنا لو فعل ذلك بهم لم

يستحق محسنين ثوابا ولا مسيء عقابا وكان لا معنى فخلقهم إذ لم يخلقهم لينفعهم وكان خلقه لهم عبثا وسدى تعالى الله .

مسألة

[ الانتقال في العبادات «نسخ تخفيف» ]

Bogga 20