عاش المؤلف في القرن الثاني عشر الهجري ويتمثل هذا القرن في بدايته بسيطرة دولة اليعاربة على عمان هذه الدولة التي جاءت بعد عصر النباهنة لذلك سوف نتكلم على النحو التالي :
1 - دولة النباهنة باختصار.
2 - دولة اليعاربة.
3 - نشأة الدولة البوسعيدية.
أولا : دولة النباهنة :
حكم النباهنة عمان فترة طويل من الزمن قرابة خمسة قرون وعادة الدول في مثل هذه الفترة الطويلة أن تتأرجح بين القوة والضعف والمد والجزر. فهي لم تسيطر على عمان سيطرة تامة وخاصة دواخل عمان في نهاية حكمهم حيث سيطرت القوى الأجنبية على السواحل طمعا في المواقع الاستراتيجية على خليج عمان وبحر العرب الأول نحو الخليج وفارس والثاني نحو الهند وإفريقيا.
واتصف حكم النباهنة بالظلم والاستبداد والجبروت، كما وصف
بالفساد وكثرة المجون ويقول الدكتور الحارثي : ومع أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين حكم هؤلاء الملوك الذي سماهم الفقهاء العمانيون بالجبابرة
وبين الأئمة الشرعيين المنتخبين الذين اتصفوا بالزهد والتقوى والورع. إلا
أننا لا نميل إلى الأخذ بهذا الحكم المطلق. ويدلل على ذلك : بما وصف
الستالي به بعض ملوكهم حيث أشاد بتواضع وحسن أخلاق الملك
النبهاني أبي العرب يعرب بن عمر، الذي عرف عنه حبه للعلم والعلماء
كذلك أثنى على السلطان أبي الحسن ذهل بن عمر وهنأه بعودته إلى
وطنه بعد أدائه فريضة الحج. وخير وصف على حسن أخلاق ملوك بني
نبهان وكرمهم وتواضعهم ما ذكره ابن بطوطة عن مقابلته الملك النبهاني
أبي محمد ، وعادته أن يجلس خارج باب داره في مجلس هناك ولا
حاجب له ولا وزير ولا يمنع أحدا من الدخول إليه من غريب أو غيره ،
ويكرم الضيف على عادة العرب ويعين له الضيافة، ويعطيه على قدره وله أخلاق حسنة(1).
__________
(1) 1- انظر بنو نبهان والأوضاع الاقتصادية في عصره. د. عبد الله الحارثي
ص40 - 41 .
Bogga 2