============================================================
ولايته، فقالوا : إنا لنرجو آنك حفرت الابار، وسقيت الحاج، وصنعت وصنعت، وابن عمر رضي الله عنه ساكت، فقال: ما تقول ؟ فقال: أقول الخبيث لا يكفر(1)، وإنك قد وليت البصرة، ولا أحسبك إلا وقد اصبت منها شؤا.
وكان من المبالغين في التواضع، لا يأكل إلا مع المساكين حتى أضرو ذلك ببدنه وكان لا يأكل طعاما إلا ومعه يتيم، ولا يرد سائلا، حتى إن المجذوم لياكل معه، وإن أصابعه لتقطر دما.
وأهدي إليه جوارش، فقال: ما هذا؟ قالوا: يهضم الطعام. قال: ما ملأت بطني منذ آربعين سنة، فما أصنع به 4 وكان لا يلبس إلا الخشن، فأتي بثوب لين، فقال : أحرير هذا ؟ فقيل : لا ، بل قطن، فالبسه. فقال: إني أخاف أن اكون مختالا فخورا، والله لا يحبه.
ل وما وضع لبنة على لبنة قط، ولا غرس نخلة منذ قبض المصطفى.
وسئل عن اللباس فقال: البسن ما لا يزدريك به الشفهاء، ولا يعيبك عليه العلماء. قال: وما ثمنه ؟ فقال: ما يساوي عشرين درهما. يعني فضة.
وكان إذا قرأ: ألم يأن للذين مامثوا ..) الآية (الحديد: 16) بكى حتى يرخمه من حضره: وكان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا بقية ليلتها.
قال الغزالي (2) رحمه الله: كان ابن عمر رضي الله عنه من زعاد الصحابة وعلمائهم، وكان يفطر من الصوم على الجماع قبل الأكل ، وريما جامع قبل آن يصلي المغرب، ثم يفتسل، وذلك لتفريغ قلبه للعبادة، وإخراج عدة الشيطان منه، حتى إنه جامع ثلائا من جواريه في رمضان قبل العشاء: (1) في (ب) والمطبوع: الخبيث لا يكفر الخبيث.
(2) إحياء علوم الدين 29/2 باب آفات النكاح وفوائده.
119
Bogga 165