156

============================================================

ودخل عليه أبو قلابة رحمه الله حال إمارته، وهو يعجن، فقال: ما هذا ؟

قا: قد بعثث الخادم في عمل فكرهت أن أجمع عليه عملين: ودخل عليه رجلان(1) في خص بناحية المداثن، وهو آميزها فسلما، ثم قالا: أنت سلمان؟ قال نعم قالا: أنت صاحب رسول الله؟ قال: لا أدري. فارتابا وقالا: لعله غير الذي نريد. فقال: أنا الذي ثريدان، قد رأيت رسول الله وجالسته، وإنما صاحبة الذي يدخل معه الجنة .

ودخل على مريض يعوده وهو في النزع، فقال: أيها الملك ارفق به. فقال المريض: إنه يقول: إني بكل مؤمن رفيق: وكتب إليه أبو الدرداء رضي الله عنه : أن هلم إلى الأرض المقدسة. فكتب إليه: إن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله، وقد بلغني أنك جعلت طبيب(2)، فإن كنت ثبرئ فنعما لك، وإن كنت متطببا فاحذز أن تقتل إنسانا فتدخل النار. فكان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا قضى بين اثنين فأدبرا نظر إليهما وقال: متطبب والله، ارجعا إلي أعيدا قصتكما(3) .

ومن كراماته: أنه خرج من المدائن، ومعه ضيف فإذا بظباء تسير في الصحراء، وطيور في الهواء، فقال: ليأتيني منكن طير وظبي، فقد جاءني ضيف أحث إكرامه.

فأتياه، فقال الرجل: سبحاا الله فقال سلمان: أتعجب هذا العجب، هل عبدا أطاع الله فضيعه؟

ومن كلامه: والعمر قصير، فخذ من العلم ما تحتاجه لدينك، ودغ ما سن (1) في (1): رجل. ومدار الخبر كله على المفرد، والرجلان هما: الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله . انظر الحلية 201/1، وسير أعلام النبلاء 549/1 .

(2) طبيبا: أي قاضيا، سمي بذلك لأنه يبرى من الأمراض المعنوية، كما يبري المداوي من الحسية: (3) اخرجه مالك في الموطأ 769/2، في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته.

156

Bogga 156