لا يبالي بعذل، في مهاودة الطبع الخاذل، وليس بأول من ابق، وفك الربق، واعجبه أصيل العمر فاغتبق. ولله القائل:
وقالوا: أتلهو والشباب قد انقضى ... وعمرك قد ولى ولم يبق طائل
فقلت: أصيل العمر ما قد بلغته ... وأطيب أوقات النهار الأصائل (١٧آ) وما عسى ان يجدي التانيب، وقد شرد (١) الجنيب ﴿الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب﴾ (الشورى: ١٣) وهو وان ضل عن (٢) هدى، واصبح في هواه مجتهدا، فمحله من الطلب لا ينكره ذو حب (٣) صاف، ولا مدعي اتصاف بوصف انصاف، ويلم بالنظر (٤) أحيانا، ويبين عن أغراضه بيانا، راجع الله به. فمن شعره (٥):
خذوا للهوى من قلبي اليوم ما أبقى ... فما زال قلبي كله للهوى رقا
دعوا القلب يصلي في لظى الوجد ناره ... فنار الهوى الكبرى هو الأشقى
سلوا اليوم أهل الوجد ماذا لقوا به ... فكل الذين يلقون من بعض ما ألقى
فان كان عبد يسال العتق مالكا ... فلا ابتغي من مالكي في الهوى عتقا
بدعوى الهدى يدعو أناس وكلهم ... إذا سئلوا طرق الهوى جهلوا الطرقا
فطرق الهوى شتى ولكن أهله ... يحوزون في يوم السباق به السبقا
_________
(١) شرد: سقطت من ج.
(٢) خ بهامش ك: ضل على.
(٣) خ بهامش ك: ذو جو.
(٤) د، خ بهامش ك: بالنظم.
(٥) الأبيات في النفح ٨: ٢٦.
1 / 68