278

Jabinta Xuduudaha

كسر الحدود

Noocyada

مثلا هل نقطع أذن إنسان حتى لا يصاب الأذن بمرض من الأمراض أم نستخدم الأدوية والكيماويات إذا أصيب الأذن بالمرض؟!

كما أن أغلب هذه البحوث العلمية لا تأخذ في اعتبارها العوامل المتعددة التي تلعب دورا في إصابة الرجال بالأمراض الجنسية أو الإيدز، مثلا ربما تقل نسبة الأمراض الجنسية في الرجال المختونين؛ لأنهم ينتمون إلى ثقافة أو دين معين يمنعهم من ممارسة الجنس مع المومسات مثلا، إذن هناك عامل غير الختان قد يحمي الرجال من الإصابة بالإيدز أو الأمراض الجنسية، مثلا لوحظ أن النساء المختونات أقل إصابة بالأمراض الجنسية أو الإيدز من النساء غير المختونات، ويرجع ذلك إلى القيود الثقافية أو الاجتماعية التي تفرضها ثقافة معينة أو دين معين على حرية النساء الجنسية.

إن غياب عضو أو جزء من الجسم لا يمكن أن يكون له فوائد وقائية من أي مرض؛ بل العكس هو الصحيح، إن اكتمال الأعضاء أو اكتمال الجسم عنصر هام في اكتمال الصحة الجسدية والنفسية والجنسية لأي إنسان رجل أو امرأة، وكل عضو في الجسم وإن كان صغيرا له وظيفة وفوائد - حتى الزائدة الدودية لها فائدة - يلعب دورا في تعرضه للأمراض، مثلا إذا عاشت امرأة داخل أربعة جدران لا تمارس الجنس إلا مع رجل واحد هو زوجها تكون أقل تعرضا للأمراض الجنسية من غيرها التي تتمتع بحرية جنسية أكبر، وكذلك الرجل المتعدد العلاقات أكثر عرضة من الرجل الذي يسيطر على نزواته.

إن التعددية الجنسية أو الإباحية الجنسية دون ضوابط هي التي تعرض الرجال والنساء للأمراض الجنسية، ولأن هذه الإباحية أو الحرية الجنسية منتشرة بين الرجال غير المختونين فإن إصابتهم بالإيدز أو الأمراض الجنسية أكثر من الرجال المختونين، كذلك تعرض النساء غير المختونات للإيدز أكثر من غيرهن.

هذه من أهم مشاكل البحوث الطبية في العالم؛ لأن البحوث الطبية تبحث في أمور الجسد فقط، أو الأمور البيولوجية والفيزيائية، لكنها لا تبحث في أمور السلوك والعادات الثقافية والأخلاقية، هناك فصل دائم في علوم الطب بين الجسم والمحيط الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه هذا الجسم، ومن هنا انفصال الأمراض الجسمية عن البيئة والثقافة والدين والأخلاق، لم نتعلم في كلية الطب أن نربط بين الجسم والعقل والنفس والمجتمع والسياسة والاقتصاد والفلسفة والدين والتاريخ والجنس، وغيرها من العوامل الهامة التي تؤثر في سلوك الرجال والنساء وبالتالي تؤثر على صحتهم وسلامتهم.

وتنشر الصحف والإعلام أخبارا مضللة عن هذه الأبحاث الطبية، والتي تروج لها القوى السياسية الإسرائيلية الأمريكية وشركات الأدوية الكبرى في العالم، أو القوى السياسية التي تجني الأرباح من قبل هذه البحوث المضللة.

لا شك أن عمليات الختان سواء للذكور أو الإناث من العادات الضارة الموروثة منذ العبودية، ولها في عصرنا الحديث من يستفيدون منها ويكسبون الأموال، إنها واحدة من المافيات في العالم، مثل مافيا التجارة بالجنس، ومافيا ترويج حبوب الفياجرا التي تزيد من قوة الرجل الجنسية، وتمنع ما يسمى الوصول إلى سن اليأس عن الرجال.

القاهرة، 10 يوليو 2000

رسالة إلى وزيرة البيئة

لأن صورتك الباسمة الرقيقة الناعمة تطالعني من كل مكان فقد أصبحت كأنما أعرفك، وأراك في النوم وأحلام اليقظة حين أتمدد فوق الكنبة، في الشرفة، وأطل على شارعنا القصير الذي يحمل اسم «معهد ناصر» في حي شبرا القديم، وكان شارعنا هذا القصير نظيفا إلى حد كبير قبل أن تنشأ وزارة البيئة، ذلك أنه يحمل اسم ناصر، وجاور المستشفى الأبيض الفاخر الذي يحمل اسم معهد ناصر أيضا.

Bog aan la aqoon