265

Jabinta Xuduudaha

كسر الحدود

Noocyada

(1) مسئولية وزارة الصحة

لأنك على رأس الوزارة المسئولة عن صحة الناس في بلادنا أكتب هذه الرسالة إليك بصفتك المسئول الأول عما يحدث للأطفال من آلام وجروح تحت اسم الدين أو النظافة أو منع الأمراض، ومنذ أربعين عاما حين طالبت بمنع ختان الإناث بصفتي طبيبة أدرك مخاطر هذه العمليات الجراحية عارضني زملائي في نقابة الأطباء ووزارة الصحة، وتعرضت للهجوم والأذى الكثير من رجال الدين ووزير الصحة حينئذ، وكان لا بد من مرور أربعين عاما حتى تتضح الحقيقة، ويصدر القرار بمنع ختان الإناث منذ عامين.

واليوم تتكرر المأساة إذ أثبتت الحقائق الطبية أن ختان الذكور عملية ضارة لا علاقة لها بالدين أو النظافة أو منع الأمراض، وقد كتبت في هذا الشأن منذ عامين، وصدرت الكتب العلمية التي تنشر هذه الحقائق باللغات الأجنبية والعربية، إلا أن الشعب المصري لا يزال يغذى بالمعلومات الخاطئة عن طريق أجهزة الإعلام والصحافة المصرية؛ التي تنقل عن الصحف الأخرى دون دراسة، كما أن وزارة الصحة لم تتكلم في هذا الموضوع، ولم ترشد الناس إلى مخاطر هذه العمليات - رغم أن بها إدارة كبيرة مهمتها الثقافية الصحية - كما أن نقابة الأطباء لم تلعب دورها المطلوب في مثل هذه القضايا الهامة التي تتعلق بصحة الملايين من الذكور والإناث في بلادنا.

بل إن بعض الأطباء راحوا يرددون المعلومات القديمة والشائعات الجديدة التي تنشرها الصحف عن أن ختان الذكور يمنع مرض الإيدز، وهذه فكرة مغلوطة تروج لها بعض الدوائر السياسية الإسرائيلية الأمريكية، وقد وقعت بعض الصحف المصرية مؤخرا في هذا الخطأ، وراحت تنشر هذه الأكاذيب، وتعيد نشر الأنباء الواردة إليها من الخارج والإسرائيليات القديمة والجديدة دون تفكير أو دراسة.

وفي الوقت الذي تنكر فيه إسرائيل علاقة الدين اليهودي بهذه العمليات الجراحية الضارة، فإنها تحاول أن تلصق ختان الذكور بالدين الإسلامي، كما يحاولون أيضا ادعاء أن هذه العمليات نبعت من مصر القديمة، أو أنها نبعت من أفريقيا، وهذه كلها ادعاءات لا علاقة لها بالتاريخ الصحيح لعمليات ختان الذكور أو الإناث.

فلماذا لا تتصدى وزارة الصحة لهذا الموضوع؛ إنقاذا لصحة الملايين من الأطفال الذكور، كما تصدت لإنقاذ صحة الملايين من الأطفال الإناث، أم إننا ننتظر أربعين عاما أخرى حتى تدرك وزارة الصحة هذا الخطر؟

وقد نشرت جريدة الأهرام، في 4 يوليو 2000، وهي أكبر جريدة في مصر، مقالا في صفحة 31، توقيع محمود القنواتي، تحت عنوان: أبحاث علمية تؤكد ختان الذكور يمنع الإصابة بالإيدز، ونشرت أعلى المقال صورة تقول فيها: هذه نقوش على الحجارة تؤكد أن قدماء المصريين مارسوا ختان الذكور، أكثر من ذلك، لم تذكر الجريدة شيئا عن علاقة الدين اليهودي بختان الذكور، رغم أن هناك نص واضح في التوراة يؤكد على ختان الذكور مقابل أرض كنعان أو فلسطين، بل نسبت الجريدة ختان الذكور إلى الدين الإسلامي فقط، وأنه دعا إلى ختان الذكور منذ أكثر من 1400 عام، رغم أنه لا توجد آية ولا نص واحد في القرآن يدعو إلى ختان الذكور.

بل هناك آيات تؤكد أن الله لا يخلق إلا الكامل،

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (التين: 4)، وأعظم علماء الإسلام عارضوا ختان الذكور، وقالوا إنه عادة يهودية وردت في التوراة ولا علاقة لها بالإسلام.

وقد نشرت جريدة «القاهرة» في 13 يونيو 2000 مقالا في الصفحة الأولى تحت عنوان: أحدث مفاجأة علمية: الختان يحمي من الإصابة بالإيدز، ونشرت صحف مصرية أخرى طوال السنين الماضية مثل هذه الأنباء الخاطئة، مثلا نشرت صحيفة عقيدتي في 5 / 9 / 1995 تحت عنوان: وشهد شاهد من أهلها: الختان يمنع الإصابة بالإيدز بقلم د. أحمد شفيق، وفيه يؤكد أن الدوائر الطبية في أوروبا أفادت بأن الختان يمنع الإصابة بالإيدز، وهذا أبلغ رد على من يعارضون الختان، وغرضهم الهجوم على الإسلام الذي يؤكد عملية الختان «للإناث».

Bog aan la aqoon