وسألتني: وما دورك في هذه المحكمة؟
قلت: أنا واحدة من القضاة الستة الذين تم اختيارهم من شعوب العالم للحكم بشأن مشكلة الديون الخارجية التي تتراكم على كاهل البلاد الفقيرة فيما يسمى العالم الثالث، وقد قلت في مناسبات سابقة أن إلغاء الديون لا يكفي، بل يجب القضاء على «الأسباب» التي تؤدي إلى وجود هذه الديون، وعلى رأسها النظام التجاري العالمي القائم على القوة العسكرية، تحت اسم حرية التجارة، أو حرية السوق، إنها حرية الأقوى ليبطش بالأضعف، وليست الحرية القائمة على العدالة بين الدول أو الأفراد أو الجماعات. (2) قاعة بريخت الثورية
وفي قاعة «بريخت» يتجمع النساء والرجال من أحياء نيويورك الفقيرة، من بروكلين، وهارلم، وكونييير، والبرونكس، ومن مانهاتن السفلى حيث حكام مركز التجارة الدولية وما يسمى اليوم «الأرض زيرو»، ومن مانهاتن العليا أيضا حيث انتشر الفقر بين سكان المدينة كلها في الأجزاء العليا والسفلى من نيويورك، لقد هرب الأثرياء بأموالهم من مدينة نيويورك إلى الضواحي الهادئة الخالية من تلوث الهواء فيما وراء نهر هدسون والنهر الشرقي ، بعيدا عن مظاهرات الشباب والسود والنساء والصفر والحمر وغيرهم وغيرهم، تضاعف أعداد الفقراء والفقيرات في نيويورك وتناقص عدد الأثرياء، فالأموال الرأسمالية تتركز أكثر وأكثر في أيدي الأقل فالأقل من الأفراد والشركات.
وفي قاعة بريخت في الدور العاشر من الشارع رقم 27 في مانهاتن السفلى جلست أستمع إلى الفتاة الأمريكية، وهي تعزف الجيتار وتغني ضد الحرب وضد الفقر والبطالة والعنصرية، اسمها «شارلين ليهي
Sharleen Leahey »، فتاة بيضاء شابة طويلة القامة نحيفة الجسم، وتحتضن الجيتار كالأم تحتضن طفلها الحبيب، وتغني من كلماتها وألحانها أغنية اسمها «اختاروا السلام القائم على العدل» ومن بعض أبياتها الآتي:
تشجعوا يا رفاقي لمقاومة الحرب والعدوان
لمقاومة قتل الأبرياء والأطفال من فلسطين إلى العراق والأرجنتين والبرازيل،
من شوارع نيويورك إلى شوارع واشنطن، دي، سي.
نحن الطلاب والطالبات، والمدرسون وعمال المطافئ، والراهبات في الكنائس، والخادمات والعاملات في المصانع والمطاعم،
نحن نمشي في الشوارع نحمل اللافتات والأحلام.
Bog aan la aqoon