218

Jabinta Xuduudaha

كسر الحدود

Noocyada

وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا ... إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا.

كذلك أصبحت ولادة الأنثى (في التوراة) ذات نجاسة مضاعفة، لا تطهر الأم الوالدة من نجاستها إلا بعد ستة وستين يوما (إن ولدت ذكرا تطهر بعد ثلاثة وثلاثين يوما فقط).

أما قهر العبيد فقد ارتبط بالجنس أيضا، ولم يكن للطبقة الحاكمة من الآلهة الذكور أن يقهروا الأجراء والعبيد دون عمليات جسدية مثل الإخصاء والختان. (1) كيف نشأ ختان الذكور في التوراة؟

في الإصحاح السابع عشر (تكوين) يعقد الإله مع النبي إبراهيم عهدا، يقول له: «أقيم عهدي بيني وبين نسلك من بعدك ... عهدا أبديا ... أعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا، هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم ... فيكون عهدي في لحمكم أبديا، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إنه قد نكث عهدي.»

هذه هي الكلمات التي جاءت في التوراة، تؤكد لنا أن إله اليهود رفع شعار «الأرض مقابل الختان»، وهو شعار غريب، فما علاقة الاستيلاء على أرض الغير بالقوة المسلحة وختان الذكور؟!

لا يمكن أن نفهم هذا السر إلا إذا قرأنا ما جاء في التوراة بعد ذلك؛ كان إبراهيم ابن مائة سنة وزوجته سارة بنت تسعين سنة، لم يكن عندهما ابن يرثهما، أشارت سارة على إبراهيم أن يتزوج جاريتها هاجر لينجب منها الولد، لكن ما إن أنجبت هاجر ابنها إسماعيل حتى غيرت سارة رأيها، طلبت من زوجها إبراهيم أن يطرد هاجر وابنها، تردد إبراهيم قليلا، لكن سارة أقنعته بطردهما بعد أن أنجبت له ولدا، قالت إنه من عند الله، فسأل إبراهيم الله مندهشا: «هل يولد لابن مائة سنة؟ وهل تلد سارة وهي بعد تسعين سنة؟» (الإصحاح 17: تكوين 17). توسل إبراهيم إلى الله أن يجعل ابنه إسماعيل يعيش أمامه، لكن الله رد عليه في التوراة قائلا: «فقال الله: بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق، وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده.»

هكذا تمت الخطة حسب تدبير زوجته سارة، خطة استغرقت ثلاث عشرة سنة بسبب تردد إبراهيم وتلكئه في طرد زوجته هاجر وابنها إسماعيل. أمرت سارة بتختين إسماعيل قبل طرده وعمره ثلاثة عشر عاما، كما أمرت أيضا بتختين زوجها إبراهيم وعمره تسعة وتسعون عاما!

تقول التوراة: «وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته، وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته، في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم وإسماعيل ابنه وكل رجال بيته، ولدان البيت والمبتاعين بالفضة من ابن الغريب ختنوا معه.»

في الإصحاح الثامن عشر نكتشف العلاقة الخفية بين الرب وسارة زوجة إبراهيم؛ إذ يظهر الرب عند باب خيمة إبراهيم، ومعه ثلاثة رجال، وسجد إبراهيم إلى الأرض ثم أسرع إلى سارة زوجته داخل الخيمة وقال لها: «أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا، اعجني واصنعي خبز ملة. ثم ركض إبراهيم إلى البقر، وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم، وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا.»

بعد الأكل سأل الرب إبراهيم عن زوجته، فقال له ها هي في الخيمة: «فقال إني أرجع إليك ... ويكون لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء.»

Bog aan la aqoon