Kashifat Hal
كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال
Noocyada
يفتنوك، ولا بد إذا باينتهم عن طريقهم إلى الاتصاف بهذه الصفات، ان يحسدوك ويكيدوك ليشغلوك ويصدوك، فلا يضيق صدرك من مكرهم، ولا يلتفت إلى زخارفهم، ولا تكترث بأقوالهم، وأمض في طريقك، وجد في عزمك، وأعلم أن لله تعالى نفحات وواردات تصل إلى أهل الاستعداد على قدر استعدادهم، فكن متعرضا لها بكثرة الاستعداد، متهيئا للسوانح بكثرة المراعات.
وعليك بالمواظبة على تعريف غوامض أسرار الآيات الفقهية، فإنها الباب الأزل والمدخل الأعظم، فأكثر من البحث عن تلك الغوامض، والفحص عن تلك الأسرار، تكثر عليك الفروع الفقهية، وتقف على أغلب الأحكام الشرعية.
ولا تغفل عن الأخبار، وتصفح الآثار، فإنها المدخل الثاني، والنهج الواضح، والطريق الأقوم، فكن كثير المطالعة لها، قوي البحث عن معانيها، مذاكرا لها عند عظماء أصحابك، والتابعين لطريقك، تجد منها الاستعداد التام، والأحكام الجمة، والمسائل المتعددة، واعرف صفاتها غاية المعرفة، وابحث عن رجالها كل البحث، ليتم لك العمل بما تجده فيها من أحكام الدين، وأحوال الشرع المطهر.
ولا تغفل عن أحوال التراجيح، فكن فيها كثير الحذر عن الغلط فإنه المزلقة العظمى.
وعلم الرجال، فاستظهره غاية الاستظهار، فإنه السلم الذي تعرج به إلى تعريف صحيح الأحاديث من غيره، واضبط الأصلين فانهما المطلوب الاقصى، والمقصود بالذات، والمحصلين لمدارك الاحكام، فجود البحث عنهما، وزد في الترداد إليهما، وأكثر من المذاكرة لهما، فإنك تجد بالمذاكرة الاستعداد التام، بل هي أبلغ من المطالعة.
وعليك في معرفة اصول الحوادث، ومسائل الفقه، بكثرة الاطلاع
Bogga 153