============================================================
الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير آلزاد الثقوى وآثقون يا أولي الألباب ) فالحج حجان، حج ظاهر، وحج باطن، وأما الظاهر فهو المعروف من الخروج إلى مكة وتأدية ما وجب فيها من مناسك الحج من مفروضها ومسنونها، والباطن من الحج على وجهين، احدهما الهجرة من وطنك إلى وطن الرسول في عصره، أو إلى وطن الامام في عصره مع معرفة صاحبها، وإلى من هاجرت بحقيقة فضله ومقامه حتى يسعد حجك، ويشكر عملك، ويتزكى سعيك، وينجلي عنك شكك، والوجه الثاني في الباطن فهو معرفة الامام صلوات الله عليه في كل عصر وزمان الناطق بالحكمة، الظاهر بالشرف، والدعوة لصاحب(1) الشرائع وخاتمها ومترجمها، وهو يستحق كل اسم وصفة ومعنى من أسماء الفضل وصفاته ومعانيه، وهو مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة صلوات الله عليهم، والأشهر المعلومات، فهم الحجج عليهم السلام في جميع أعصارهم، وهم الاثنا عشر شهرا، ولهم من الأسماء والمعاني ما شاؤوا في (2) أعصارهم وأزمانهم، لأنهم إذا شاؤوا شاء الله، لأنهم لا يشاؤون إلا ما شاء الله ، وانما نحن نستدل على مشيئته جل وعلا بمشيئتهم وعلى ما يكرهه بما يكرهون، وهم الرسل والأنبياء الدعاة إلى الله عز وجل المصلحو العالم، المخرجوهم من الظلمات إلى النور، وبأمر ربهم الهادوهم الى صراط مستقيم، والصراط المستقيم في الباطن يسمى به الامام عليه السلام، ويشار إليه وهو الامام الذي قد استقامت اموره، وبسقت فروعه وتمت كلمة ربك صدقا (2) [ من الله ] وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) فالامام يهدي إلى الامام الذي بعده، ولولا هدايته إليه لم يصح مقام إمام بعد إمام، ولم يهتد مؤمن بهداية بعد اهادى الأول، فبذلك الأئمة يهدون الى صراط مستقيم، يعني كل واحد منهم بهدي إلى إمام يقيمه فيستقيم مقامه
Bogga 112