============================================================
فادغوه بها} . يعني لله الأئمة الهداة والرسل الذين اختارهم (1)، وتقربوا إليه بطاعتهم وطلبوا مرضاته (4)، وما عنده بهم، فهم آبوابه، وأسباب خلقه إليه، فأول بيت رفع الله جل وعلا وعظمه واصطفاه، آدم الذي قامت شرائعه ونسله في الظاهر في عباد الله، وفي الباطن في عبادة الله وظهرت براهينه، وهي بيت ومسجد وقبلة، وصراط ووجه، وحد بيان هذه الأشياء كلها انما(2) أشار الله عز وجل اليها، ودل عباده عليها من البيت والمسجد، وهذه التي سماها ليعلم عباده أنه لا يقبل عبادتهم إلأ من وجه واحد يختاره دون المواضع، وسبيل يختاره دون السبل، واضطرهم إلى هاد يهديهم، وبرسول إليه يدعوهم ويعرفهم أن ذلك الذي يهديهم لا يكون إلا واحدا يختاره دون الناس، ولا يقبل عبادتهم إلأ به، ولا يقبل اختيارهم لأنفسهم دون اختيار الله لهم، من يصطفيه ويختاره، فدين الله عز وجل متصل من آدم صلى الله عليه على أيدي النطقاء والأئمة صلوات الله عليهم، حتى يكمل الله دينه وأمره بالناطق السابع المهدي صلوات الله عليه، فهو الذي إليه دعت الدعاة وإلى معرفته ندبت (4) الرسل عليهم السلام، وبشريعته تمت الشرائع، وهو صاحب اظهار الأمر كله، وعلى يديه يختتم، وبه عبدالله عز وجل من عبد، وبأذانه طالب الله العباد، يعني باحتجاجه عن الله ودعوته إلى الله فهو أذانه لقول الله عز وجل : { واذان من آلله ورسوله إلى الناس (2) يؤم الحج الأكبر) يريد الأكبرأنه لا شيء أكبر منه، ولا مثله فيدانيه، وهو اكبر البيوت وأعظم البيوت، وأعظم الحجب ونهايتها، وهو ظهور حجاب الله الأعظم . والأذان هو صاحب الدعوة وهو يستحق أن يكون في مقام ابراهيم، الا ترى إلى قول الله عز وجل : { وآذن في
Bogga 106