============================================================
وعزم بهم فانقطعوا إلى بارئهم فاستضاؤوا بنوره، فصاروا مصابيح لغيرهم، وسرجا منيرة لمن اقتدى بهم، واهتدى بهديهم، وجعلهم خصائص عليهم السلام فمن كلمة الله بلا واسطة من البشر، ولا حائل بينه وبينهم منهم فقد فضل تفضيلا ، ورتب ترتيبا لا ينبغي لأحد أن يدعى (1) مقامه إلا كان ميتأ غير حي كما قال عز وجل { لهم قلوب لا يفقهون (4) بها ولهم أعين لا يبصرون بها} وقال: {فانها لا تعمى الأبصار(2) ولكن تعمى القلوب التي في آلصدور} ونعوذ بالله من عمى القلوب وموتها (4) وتسأله حياة قلوبنا ونور أبصارنا وزيادة في بصائرنا إنه عليم بذات الصدور؛ وإنا عباد الله عز وجل من جميع البشر بعضهم لبعض واسطة بينه وبين قومه في الدرجة على قدر المراتب في الدرجات حتى يكون الرسول هو الواسطة بين الله تعالى وبين البشر، فليس فوقه في المرتبة أحد منهم، وإنما الواسطة بين الله تعالى وبين الأسباب الجارية إليه من الملائكة الروحانيين جبرائيل وميكائيل ومن جعله الله واسطة بينه وبين رسله. والدليل على ذلك قول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وهو رسوله إلى البشر فقال: وآسال من أرسلنا من قبلك من رسلنا(4) اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} يعني سل من أرسلنا قبلك من الملائكة رسيلنا إلى الرسل أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} يعني بهذا أنه لا إله إلا هو لا إله غيره يعبد، وأن الملائكة مستعبدون كما يستعبد البشر لله رب العالمين فليس بينك يا محمد وبين الله إلا الرسل المستعبدون بين الملائكة (2) الروحانيين،
Bogga 130