212

Al-Kashf wal-Bayaan

الكشف والبيان

Baare

الإمام أبي محمد بن عاشور

Daabacaha

دار إحياء التراث العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢

Sanadka Daabacaadda

هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة وحكم، ومنه
قول النبيّ ﷺ: «إنّ من الشّعر لحكمة»
[١١١] «١» .
وعن أبي جعفر محمّد بن يعقوب: الحكمة كلّ صواب من القول ورّث فعلا صحيحا أو حالا صحيحا.
يحيى بن معاذ: الحكمة جند من جنود الله يرسلها إلى قلوب العارفين حتّى يروّح عنها وهج الدّنيا، وقيل: هي وضع الأشياء مواضعها، وقيل: الحكمة والحكم كلّما وجب عليك فعله.
قال الشّاعر:
قد قلت قولا لم يعنّف قائله ... الصمت حكم وقليل فاعله
أي واجب العمل بالصمت.
وقيل: هي الشرك والذّنوب، وقيل: أخذ زكاة أموالهم.
وقال ابن كيسان: يشهد لهم يوم القيامة بالعدالة إذا شهدوا الأنبياء بالبلاغ، دليله قوله تعالى: كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا «٢» .
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ابن عبّاس: العزيز الّذي لا يوجد مثله، بيانه قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ «٣» .
الكلبي: العزيز المنتقم ممّن يشاء بيانه قوله وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ «٤» .
الكسائي: العزيز الغالب بيانه قوله وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ «٥»: أي غلبني.
وقيل في المثل: من عزيز.
ابن كيسان: العزيز الّذي لا يعجزه شيء بيانه قوله: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ «٦» .
المفضّل بن سلمة: العزيز المنيع الّذي لا تناله الأيدي فلا يردّ له أمر ولا يغلب فيما أراد بيانه قوله إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ «٧» .

(١) كنز العمال: ٣/ ٨٦٥، ولسان العرب: ١٢/ ١٤١.
(٢) سورة البقرة: ١٤٣.
(٣) سورة الشورى: ١١.
(٤) سورة آل عمران: ٤. [.....]
(٥) سورة ص: ٢٣.
(٦) فاطر: ٤٤.
(٧) سورة هود: ١٠٧.

1 / 277