فأما قوله أنهم تارة على مذهب الشافعي.. الخ، فهو شأن الاجتهاد واتباع الدليل، أن يوافق المجتهد من وافق ولايتقيد بقول مجتهد آخر في كل مسألة لأن مهمته اتباع الدليل، ومن شك في هذا فليطالع (شرح التجريد) للإمام المؤيد بالله و(الاعتصام) و(الصحيح المختار).
وأما ما حكاه مقبل عن ابن الأمير فلا سماع له، لأنه كلام خصمهم، والخصم لايصدق في خصمه.
وأما الأشعار(1) فليست في مذهب الزيدية جملة، كيف والزيدية منهم الأئمة المجتهدون والعلماء المجتهدون فيهم كثير جدا، وفيهم من يتبع المجتهدين منهم من غير المذهب المشهور.
وكلامه في المذهب الذي يسمي (المذهب) في الفروع الفقهية ليس مما ينتقد على الزيدية جملة، لأنه خاص ببعضهم، وهم الذين يعتمدون المذهب المذكور وأصله مذهب الهادي، والقاسم، ومحمد بن القاسم، والناصر بن الهادي، والمرتضى بن الهادي، ثم قام بعدهم المؤيد بالله، وأبو طالب، وشيخهما أبو العباس الحسني بجمع نصوصهم وبيان أدلتهم، وقام بعدهم القاضي زيد بن محمد بمثل طريقتهم، ثم جاء المذاكرون المفرعون فحققوا ما يتفرع من المسائل على النصوص ويستنبط منها.
Bogga 32